رواية متزوجه
يقوم يلف خصلتين من شعرى على إيده وأول ما أقوله خلاص حرمتكان يسيبنى ورغم إنى كنت ببقى متغاظة منه أوى بس اول ما أبص لإبتسامته أم غمازات دى وأبص لضحكة عينيهكنت أنسى كل غيظى منهولتشرد بعيداتتذكر هذا الإحساس الذى أضناها إشتياقها إليهوهي تقول
ه كنت بحس فيه بإنى لقيت مكانىوطنى أهلى اللى إتحرمت منهمكنت بلاقى فيه نفسىصدق كل اللى إتقال عليةوحرمنى من حبه وحنانهحتى لو كان اللى شافه يظهر خيانتى كان لازم ساعتها قلبه ينكر اللى شافته عينيهكان لازم يقول فيه حاجة غلطرحمة مش ممكن تخونىكان لازم يفضل سندىلكنه وقف معاهم ضدى مش قادرة أسامحه رغم إنى سامحت جدى على قسوته علية زمان وإديتله أعذارلكن هو مش قادرة أسامحه
أو أديله عذريمكن فى يوم قلبى يسامحلكن دلوقت ورغم إنى عارفة إنى لسة بحبه بس قلبى مش قادر ينسى او يسامح فاهمنى
إبتسمت رغما عنها وهي ترى الصبي قد لوث شفتيه وجانب وجهه ومقدمة ملابسه بالشيكولاتةلتقول بمرح
هو أنا إيه اللى بقوله دهوإنت أصلا فى دنيا تانية ياهاشمالظاهر إنى لازم أسمع الكلام وألم شعرى وانا معاك ياحبيبىبس تعالى كدة يابطل لما نغسل وشك و نغير هدومك قبل ما حد يشوفك وإنت كدةمع إنك برده سكر وأحلى من السكر كمان
عشتى مع يحيي اللى حلمت أعيشه معاه يارحمة أنااللى مطمنى إنك لسة مسامحتيهوش وده معناه إنه لسة مقربلكيش
ومعتقدش هتعيشى لغاية ما تشوفى اليوم اللى هتسامحيه فيه ويقربلك يابنت بهيرة
لتبتعد عائدة إلى حجرتها تعلو شفتيها إبتسامة شيطانية وهي تنتظر وصول الحاج صالح ورجال عائلة الشناويجميعا
خرج الطبيب من حجرة شروق تصاحبه نهاد التى أغلقت الحجرة خلفهاثم إلتفتت إليه قائلة
طمنى يادكتور رأفتشروق أخبارها إيه
دكتور رأفت
تنهد رأفت وقلبه يقول
عمر رأفت ونبضه
ولكن لسانه قال
شويةأنا كتبتلها على الفيتامينات اللى هتحتاجلها وبإذن الله مع المتابعة هتكون كويسة وزي الفل كمان
ظهرت إبتسامة على شفتيها خلبت لبه وهي تقول
أنا مش عارفة أشكرك إزاي يادكتوروأنا آسفة يعنى لو تعبتك وخرجتك من عيادتك وانا عارفة أد إيه إنت مشغول
تعبك راحة
ثم مال قليلا ينظر إلى عمق عينيها قائلا
بس مش ناوية توافقى على طلبى وتريحى قلبى بقى يانهاد
تراجعت نهاد خطوة للخلف وهي تطرق برأسها أرضا تقول بصوت خجول تشوبه بعض المرارة
أنا قلتلك رأيي قبل كدة يادكتورياريت تنسى الموضوع ده خالص وتشوف واحدة تليق بحضرتكوبعيلتك
لترفع رأسها تواجه عيناه وهي تستطرد قائلة
واحدة تشرفك
يارأفت
رقص قلبه طربا رغم مرارة كلماتها فلأول مرة تنطق بإسمه دون ألقابإلى جانب دموع عيونها الحبيسة داخل مقلتيهاواللتان أشعرتاه بأنها تكن له بعض المشاعرمما زاد الأمل فى قلبه بأنها ستوافقإن أشعرها بأنه حقا
يعشقها ولا يهمه كل تلك الأسباب البالية والتى تسيطر على عقلها وتمنعها من أن تحظى بفرصة أخرى فى الحياةفرصة للسعادةلذا نظر إلى عينيها الجميلتين وهو يقول بحنان
إرتباطك بية شرف لية يانهادإنتى مكسب لأي عيلة بأدبك وأخلاقك وذوقك وعطفك إنتى نسيتى ماما كان جرالها إيه بعد ۏفاة اختى ناهد الله يرحمها وإزاي رجعتيها لنفسها ولحياتها ولينا من تانىنسيتى بتحبك أد إيه دى بقت بتعتبرك زي بنتها بالظبطانتى مش بس أخدتى ملامح من ناهدإنتى خدتى روحهاوأد ما أهلى كانوا بيحبوا أختى حبوكى انتى كمانيعنى مستحيل هيعارضوا جوازنا
سقطت دموعها وهي تقول
وأنا كمان بحبهم زي أهلى اللى ماتوا وسابونى لوحدىبحب حنيتهم وروحهم الطيبة المتواضعة بس رغم تواضعهم يوم ما هتقولهم إنك عايز تتجوزنى مش هيرضواإزاي بس يرضوا لإبنهم الوحيد إنه يتجوز من واحدة زيي بسيطة وعلى أد حالها وكمان مطلقة
ويعلم علم اليقين أنها سترفض أن يلمسها ليقول بحنان
هيرضوا لإنهم عارفين إن الفقر مش عيبهيرضوا لإنهم عارفين إن الجواز قسمة ونصيب وكل واحد بياخد نصيبههيرضوا لإنهم بيحبوكى وبيعتبروكى زي بنتهم بالظبطهيرضوا لإنهم عارفين إنك ملاك برئ تايه فى الدنيا ومحتاج أمانوعارفين برده إن إبنهم هو الوحيد اللى يقدر يحميكى يحافظ عليكىهيرضوا لإنهم متأكدين إن إبنهم مش بس بيحبك لأ ده بېموت فيكى كمان
تأملت عيونه العاشقة بعيون ظهر فيهم عشقه أخيراعشقه الذى أخفته بين ضلوعهاخوفا من أن تضعفوكادت أن تعلنها صريحة أحبك وسأتزوجكولكنها لم تستطع أن تتفوه بتلك الكلماتفمازالت ترى أن رأفت هذا الطبيب العظيم سليل تلك العائلة العريقة يستحق أكثر من تلك الممرضة