رواية متزوجه
الكستنائي إلا أنه مازال يليق بها ولا يقلل من جمالها ذرةبل إنها إزدادت نضجا وجمالا عن الماضىنفض أفكاره الخاطئة كليةإنها زوجة أخيهإمرأته هو ولا يجب أن ينظر لها كحبيبة أبدابل يجب أن ينساهاولكن كيف ينساها وهي أمامه طوال الوقتربما عليه فعلا الإنتقال لمنزل آخر
تأمل الزوجان الجالسان بجوار بعضهما البعض بشئ من الريبةإنتابته الحيرةفكليهما صامتيتناول طعامه بسكون تاموكأن الليلة الماضية لم تكن أبدا ليلة زفافهما
ها هو أخيه يسترق النظر إليها يتأملها بنظرات لم يرها فى عيني أخيه أبداإنها نظرات عاشق ربما لم ينتبه لها بالماضى ولكنه كان غرا وقتهامشاعره ساذجةودون تجارب تذكرفقط رحمة ولا أحد غيرهالذا لم يميز نظرات العشق من نظرات المودة والأخوة
وها هي رحمة ترفع عينيها إلى يحيي تحاول إستراق النظرات إليه بدورها فإلتقت عيناها بعيني يحيي وتجمدا سويافقط ينظران لبعضهما البعضيغرقان وسط دوامة من المشاعر ظهرت لمراد واضحة جليةأشعرته بالإختناق رغما عنهكاد أن يبتعد مغادرا قبل أن يلمحاهولكن لسرعته إرتطم بتلك الطاولة فى طريقه وكاد أن يوقع تلك المزهرية الثمينة ولكنه تمسك بها فى اللحظة الأخيرةليضعها مكانها وهو يزفر بقوة ليغمض عينيه بقوة حين إستمع لصوت أخيه وهو
مراد
فتح عيناه وهو يلتفت إليهما يختلف عن كيانه المضطرب بالكاملقائلا
صباح الخير
قالا سويا
صباح النور
تخضب وجه رحمة بحمرة الخجل وهي تنظر إلى يحيي قبل أن تطرق برأسهابينما أبعد يحيي عيونه عنها بصعوبة وحمرة الخجل تزيدها جمالالينظر إلى مراد قائلا
إنت كنت ماشى
من غير ما تفطر يامراد
أومأ مراد برأسه قائلا
أيوة أصل ورايا شغل مهم وعايز أخلصه قبل الميتنج
الميتنج مهم صحيح بس صحتك أهم يامراد أقعد إفطر معانا
نظر مراد إلى رحمة ثم إلى يحيي بإرتباك قائلا
مش هينفع صدقنى
كانت رحمة قد أعدت لمراد شطيرة سريعة وهما يتحدثان وناولته إياها قائلة
طب كل دى بس عشان خاطرى يامراد
شعر مراد بالإضطراب لينظر إلى يحيي الذى ظهرت ملامحه عادية وهو يومئ له برأسه ليأخذهاليأخذ مراد منها الشطيرة وهو حريص على أن لا تلامس يده يدهاويحيي يجز على أسنانه ويقبض على يده بقوة كي لا يتهوريشعر بالغيرة تحرقهأشعلته كلمات رحمة البسيطةوإدراكه أن مراد تأثر بهاوبإبتسامتها الحمقاء تلك والتى إرتسمت على شفتاها عندما رأت مراد يتناول شطيرته على عجل ليود يحيي أن يمحي تلك الإبتسامة من على وجهها حتى لا يراها غيرهولكن وحتى دون تلك الإبتسامة تظل ملامح رحمة ملائكية جذابة تجذب هالتها البريئة إليها الصغير قبل الكبيرفما بالك
إستأذن مراد كي يذهب إلى عمله فتمنى له يحيي التوفيق فى إجتماعه اليوم والإتصال به إن إحتاجه ليغادر مراد تتبعه العيونقبل أن يلتفت يحيي إلى رحمة يحدجها بنظرات قاتمة حادةلتنظر إليه فى حيرة قائلة
بتبصلى كدة ليه
قال بنبرات حانقة
يعنى مش عارفة
عقدت حاجبيها قائلة
لأ مش عارفة
توقف على الفور وهو يلتفت إليه ليلعن بسره قبل أن يشير إليها لتسبقهفنظرت إليه لثوان فى تحدى لم يلبث أن فاز فيهةليبتسم من طفوليتها رغما عنه
كانت شروق جالسة فى مكانها تنظر فى صدمة إلى هذا الشريط المزين بخطين أحمرينتدرك أنها حامل بالفعل ولم تكن أوهاما كما صور لها عقلهاصدمة أخرىألا يكفيها صدمة إكتشافها بالأمس حبا خفيا فى قلب زوجهاورغم أن حبه لرحمة اصبح حبا بلا أمل لزواجها بأخيه ولكن يظل قلبه معلقا بأطلاله كقلبها تماماقلبها هذا الوحيد المعذب فى عشق يائس يضنيهتشعر پألم قلبهابدقاته المتسارعةيمتزج به الألم بالخۏففكيف ستخبر مراد بهذا النبأوهو الذى حذرها مرارا وتكرارا من حدوثهفقد قالها صريحالا أطفااال
نهادمحتاجالك
إستمعت إلى صوت محدثتها لتقول بصوت خفتت نبراته
تمام مستنياكى
كانت رحمة تلاعب هاشم الذى إبتسم وهو ينظر إليها
عندما تهدم ذلك البيت من المكعبات والذى بنياه سويا هو ورحمةلتبتسم رحمة بدورها و قائلة
ياجمال إبتسامتك بغمازاتك دى ياقمر إنت
لتنظر إلى عسليتيه المبتسمتين بدورهما وتتنهد قائلة
لأ وكمان عيون باباكهو أنا كنت قادرة على يحيي واحد بس عشان أقدر على إتنين ياهاشم
تأوهت حين شد خصلات شعرها بين يديه لتقول پألم
سيب شعرى ياهاشم
تعالت ضحكات الصغير لتقول رحمة متوسلة
بتضحك طيب سيب شعرى وأنا هجيبلك شيكولاتة
ترك الصغير شعرها على الفور وهو يقول بسعادة
طا طاطا طا
إعتدلت رحمة على الفور وهي تنظر إلى ملامح الصبي المسرورة قائلة فى عتاب
بقى كدة
ياهاشم يعنى إنت قاصد بقى
لتبتسم رحمة رغما عنها وهي تراه يومئ برأسه مرددا
طا طاطا طا
مدت يدها إلى جيب فستانها لتخرج لوح شيكولاتة صغير فتحته و منحته للصبي الذى أخذه مهللالتتسع إبتسامتها قائلة
حتى فى دى طلعت شبه باباك كان يعوز منى حاجة وأعاند معاه