الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية متزوجه

انت في الصفحة 26 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز

الكستنائي إلا أنه مازال يليق بها ولا يقلل من جمالها ذرةبل إنها إزدادت نضجا وجمالا عن الماضىنفض أفكاره الخاطئة كليةإنها زوجة أخيهإمرأته هو ولا يجب أن ينظر لها كحبيبة أبدابل يجب أن ينساهاولكن كيف ينساها وهي أمامه طوال الوقتربما عليه فعلا الإنتقال لمنزل آخر
تأمل الزوجان الجالسان بجوار بعضهما البعض بشئ من الريبةإنتابته الحيرةفكليهما صامتيتناول طعامه بسكون تاموكأن الليلة الماضية لم تكن أبدا ليلة زفافهما
مهلا
ها هو أخيه يسترق النظر إليها يتأملها بنظرات لم يرها فى عيني أخيه أبداإنها نظرات عاشق ربما لم ينتبه لها بالماضى ولكنه كان غرا وقتهامشاعره ساذجةودون تجارب تذكرفقط رحمة ولا أحد غيرهالذا لم يميز نظرات العشق من نظرات المودة والأخوة
وها هي رحمة ترفع عينيها إلى يحيي تحاول إستراق النظرات إليه بدورها فإلتقت عيناها بعيني يحيي وتجمدا سويافقط ينظران لبعضهما البعضيغرقان وسط دوامة من المشاعر ظهرت لمراد واضحة جليةأشعرته بالإختناق رغما عنهكاد أن يبتعد مغادرا قبل أن يلمحاهولكن لسرعته إرتطم بتلك الطاولة فى طريقه وكاد أن يوقع تلك المزهرية الثمينة ولكنه تمسك بها فى اللحظة الأخيرةليضعها مكانها وهو يزفر بقوة ليغمض عينيه بقوة حين إستمع لصوت أخيه وهو
يقول بهدوء
مراد
فتح عيناه وهو يلتفت إليهما يختلف عن كيانه المضطرب بالكاملقائلا
صباح الخير
قالا سويا
صباح النور
تخضب وجه رحمة بحمرة الخجل وهي تنظر إلى يحيي قبل أن تطرق برأسهابينما أبعد يحيي عيونه عنها بصعوبة وحمرة الخجل تزيدها جمالالينظر إلى مراد قائلا
إنت كنت ماشى

من غير ما تفطر يامراد
أومأ مراد برأسه قائلا
أيوة أصل ورايا شغل مهم وعايز أخلصه قبل الميتنج 
قال يحيي بهدوء
الميتنج مهم صحيح بس صحتك أهم يامراد أقعد إفطر معانا
نظر مراد إلى رحمة ثم إلى يحيي بإرتباك قائلا
مش هينفع صدقنى
كانت رحمة قد أعدت لمراد شطيرة سريعة وهما يتحدثان وناولته إياها قائلة
طب كل دى بس عشان خاطرى يامراد
شعر مراد بالإضطراب لينظر إلى يحيي الذى ظهرت ملامحه عادية وهو يومئ له برأسه ليأخذهاليأخذ مراد منها الشطيرة وهو حريص على أن لا تلامس يده يدهاويحيي يجز على أسنانه ويقبض على يده بقوة كي لا يتهوريشعر بالغيرة تحرقهأشعلته كلمات رحمة البسيطةوإدراكه أن مراد تأثر بهاوبإبتسامتها الحمقاء تلك والتى إرتسمت على شفتاها عندما رأت مراد يتناول شطيرته على عجل ليود يحيي أن يمحي تلك الإبتسامة من على وجهها حتى لا يراها غيرهولكن وحتى دون تلك الإبتسامة تظل ملامح رحمة ملائكية جذابة تجذب هالتها البريئة إليها الصغير قبل الكبيرفما بالك
بقلب يعشقها كقلب مرادوقلبه هو قبل الجميع
إستأذن مراد كي يذهب إلى عمله فتمنى له يحيي التوفيق فى إجتماعه اليوم والإتصال به إن إحتاجه ليغادر مراد تتبعه العيونقبل أن يلتفت يحيي إلى رحمة يحدجها بنظرات قاتمة حادةلتنظر إليه فى حيرة قائلة
بتبصلى كدة ليه
قال بنبرات حانقة
يعنى مش عارفة
عقدت حاجبيها قائلة
لأ مش عارفة
لينهض وسط دهشتهالت
توقف على الفور وهو يلتفت إليه ليلعن بسره قبل أن يشير إليها لتسبقهفنظرت إليه لثوان فى تحدى لم يلبث أن فاز فيهةليبتسم من طفوليتها رغما عنه
كانت شروق جالسة فى مكانها تنظر فى صدمة إلى هذا الشريط المزين بخطين أحمرينتدرك أنها حامل بالفعل ولم تكن أوهاما كما صور لها عقلهاصدمة أخرىألا يكفيها صدمة إكتشافها بالأمس حبا خفيا فى قلب زوجهاورغم أن حبه لرحمة اصبح حبا بلا أمل لزواجها بأخيه ولكن يظل قلبه معلقا بأطلاله كقلبها تماماقلبها هذا الوحيد المعذب فى عشق يائس يضنيهتشعر پألم قلبهابدقاته المتسارعةيمتزج به الألم بالخۏففكيف ستخبر مراد بهذا النبأوهو الذى حذرها مرارا وتكرارا من حدوثهفقد قالها صريحالا أطفااال
ولكن ما ذنبها وقد أراد الله أن تحمل طفلهويعلم الله أنها ما حاولت أن تنجب منه عمدابل اخذت جميع إحتياطاتهاأحست بالإعياءبدوار يكتنفهامدت يدها لتسحب هاتفها وتتصل بمراد لينجدهاولكن كيف تتصل به وهي تخشى ردة فعلهلتفتح قائمة الأسماء وتختار إسما تدرك أن صاحبته الوحيدة التى قد تستطيع مساعدتها الآنصديقتها نهادلتضغط على زر الإتصال وعندما أجابتها نهاد قالت شروق بضعف
نهادمحتاجالك
إستمعت إلى صوت محدثتها لتقول بصوت خفتت نبراته
تمام مستنياكى
كانت رحمة تلاعب هاشم الذى إبتسم وهو ينظر إليها
عندما تهدم ذلك البيت من المكعبات والذى بنياه سويا هو ورحمةلتبتسم رحمة بدورها و قائلة
ياجمال إبتسامتك بغمازاتك دى ياقمر إنت
لتنظر إلى عسليتيه المبتسمتين بدورهما وتتنهد قائلة 
لأ وكمان عيون باباكهو أنا كنت قادرة على يحيي واحد بس عشان أقدر على إتنين ياهاشم 
تأوهت حين شد خصلات شعرها بين يديه لتقول پألم
سيب شعرى ياهاشم
تعالت ضحكات الصغير لتقول رحمة متوسلة 
بتضحك طيب سيب شعرى وأنا هجيبلك شيكولاتة
ترك الصغير شعرها على الفور وهو يقول بسعادة
طا طاطا طا
إعتدلت رحمة على الفور وهي تنظر إلى ملامح الصبي المسرورة قائلة فى عتاب
بقى كدة
ياهاشم يعنى إنت قاصد بقى
لتبتسم رحمة رغما عنها وهي تراه يومئ برأسه مرددا
طا طاطا طا
مدت يدها إلى جيب فستانها لتخرج لوح شيكولاتة صغير فتحته و منحته للصبي الذى أخذه مهللالتتسع إبتسامتها قائلة
حتى فى دى طلعت شبه باباك كان يعوز منى حاجة وأعاند معاه
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 70 صفحات