رواية متزوجه
قمرها ليزيدهاسوادا
تأملت بشرى مراد النائم بعمق بجوارها لتنهض بهدوءوتتجه إلى دولابها ثم تتجه إلى شرفة الحجرة تفتحها بحذر وتدلف إليها ثم تغلقها ومعه توترها وضيقها وهي تتخيل رحمة الآن مع يحيي لتفرك السېجارة بيدها غير عابئة بألمها من تلك النيران المشټعلة فألمها الذى ېحرق صدرها يفوق كل الآلامتفكر كيف تفرق بينهما وتشفى غليلهالتلمع عينيها وقد وجدت الفكرةنعمكيف لم تفكر فى ذلك من قبلإن أدرات خطتها بشكل جيدفربما لن ترحل رحمة وتسافر مجددا فقطوإنما ستختفى من حياتهم ربما للأبد
والتى تعبث فى حياتها مفسدة كل خططها حتى الآن
كانت نائمة بعمقلتسمع همساته التى جعلت عينيها تتسع بقوة وهو يقول
عارف إنك صاحية فبلاش تمثلى علية يارحمة أنا أدرى الناس بيكىده أنا اللى مربيكى
ولما إنت مربينى على إيدك صدقت ليه إنى ممكن اخونكوأخونك مع مينمع أخوك اللى إنت عارف أد إيه كان بيضايقنى وياما إشتكيتلك منه
نظر إلى ملامحها فى عشق قائلا
عشان أنا غبي قلبى كان حاسس إنك مظلومة والنهاردة حابب أسمعكانا اهو أدامكفهمينى
كان زمان ممكن أقولك وأشرحلك بس دلوقتى فات الأوان
قائلا بهمس
سامحينى
لتغمض عينيها تأثرا بنبراته الهامسة و
أفاق يحيي من نومه على صوت همسات رقيقة بإسمه إعتدل على الفور وهو يدرك مصدر تلك الهمساتلينظر إلى فاتنته التى ظل يتأملها طوال الليل بعد أن نامت بصعوبة تتمسك بالغطاء وكأنه سيحميه منها إن أرادهاإبتسم وهو يتأمل شعرها المبعثر ووجهها الرائع الملائكي القسمات حتى فى نومهالتنطلق من شفتيها مجددا همسة بإسمهأطارت عقله عندما ترددت مجددا بنبرة عاشقة نعم إنها تحلم بهترى أيراود هو احلامها كما تراود هي أحلامهآاااه كم يتمنى لو كانت حقا تعشقهربما وقتها سامحها على كل أخطاء الماضىهمست بإسمه مجددا ليشعر بأنه على وشك ان يطيح بكل شئ ولكنه عندما يفعل يجب ان يتأكد
بأنها تعشقه حقا وتريد ان تكمل حياتها معهاحتى الرمق الأخير ولكن ليهزها برفق قائلا
رحمةفوقى يارحمة
فتحت عيناها الرماديتان ببطئ عندما رأته فإبتسمت إبتسامة عشقليبتسم بداخلهولكنه قال بهدوء
صباح الخير
إختفت تلك الإبتسامة على الفور وهي تدرك أن ماحدث بينهما كان حلماوأن يحيي أمامها حقالتتسع عينيها فى
صدمة ويتخضب وجهها خجلا ويخفى يحيي إبتسامة كادت ان تعلو شفتيه وهو يدرك ما هي فيه الآن من إضطراب وخجللتقول
صباح النور
ثم تنظر إلى عبائتها تتأكد أنها ترتديها وأن سحابها مغلقليكاد يحيي ان يطلق ضحكة من بين شفتيه رغما عنه وهو يتابع نظراتها ليكتمها تماما وهي تعاود النظر إليه قائلة
انا أنا
قال بنعومة
إنتى إيه
إبتلعت ريقها بصعوبة قائلة
أنا هاخد الحمام الأولعن إذنك
لتنهض بسرعة وتدلف إلى الحمام كاد يحيي أن يطلق سراح ضحكته وهو يتابعها ليكتمها مجددا ورحمة تفتح الباب قائلة بإضطراب
لم ينطق يحيي بكلمةلتذهب رحمة إلى الدولاب وتأخذ ملابسها متجهة إلى الحمام بسرعةومغلقة الباب خلفها ليطلق يحيي سراح ضحكته تلك المرة ضحكة فارقت شفتيه منذ زمن بعيديتراقص قلبه فرحاوهو يدرك كنه حلمها من همساتها ونظراتها لملبسها وخجلهاويدرك أن بطيات قلبها هناك مكان له أور ربما هي تتمناه حقاوإلا ما كانت حلمت بمثل تلك الأحلامليشعر بشعور لا يستطيع وصفه من روعتهإنها أنفاس الحياة تعود إليه مجددافلقد كانت حياته من دونها قاحلة وجاءت هي فأعادت الألوان لحياته من جديد ومنذ اليوم الأولوحدها من تستطيع فعل ذلكهيرحمتهولا أحد غيرها
الفصل الثانى عشر
زفر مراد قائلا
يعنى برده مصممة متنزليش تفطرى معانا
تقلبت بشرى على جنبهاتسحب الوسادة لتضعها تحت رأسهاقائلة بنعاس
تؤ تؤأنا قلتلك من بالليل إنى هحاول مشوفهاش كتيرعشان لما بشوفها بتعصب وساعتها إنت وأخوك هتزعلوا منىيبقى أنزل بقى ولا أكمل نوم أحسن
تنهد مراد قائلا
لأكملى نوم أحسنأنا نازل رايح الشغل محتاجة حاجة
غمغمت بكلمات لم يفهم منها شيئا ليدرك أنها قد عاودت النوم من جديدهز كتفه بقلة حيلةثم إتجه إلى الخارج مغادرا الحجرة بهدوءوما إن غادر حتى فتحت بشرى عينيها وهي تنهض بسرعة ساحبة الهاتف من على الكومود بجوارها وممررة أصابعها على أزراره بسرعةليرن على الجانب الآخروما إن رد عليها محدثها حتى قالت بصوت متهدج تشوبه دموع مفتعلة
حاج صالحإلحقنا ياحاج
كان مراد يهبط السلالم ببطئيحضر نفسه ربما لمشهد عاطفي ېمزق قلبهيتمنى من الله أن يظلا هذين الزوجين بحجرتهما وأن يغادر للعمل دون أن يراهما اليوم مطلقاتوقف فى جمود حين خاب أمله و رآهما على طاولة الطعام يتناولان الإفطارتماما كالماضيحين كان يهبط لتناول الإفطار فيجدهما يفطران مع بعضهما البعضوسط جو من المرح والضحك مايلبث أن يشاركهم فيهكان
وقتها لا يدرى أنهما واقعان بالحب بل كان يظن أنه وحده المغروم بذات العيون الدخانية والشعر الأسود كالليل ورغم أنها غيرت لونه الآن للون