روايه الشيطان شاهين الجزئين
حبها لعمر يجعلها تتحمل و تتناسى رغم تأثير كلامها على نفسيتها لكن ما باليد حيلة كما يقال فلو كانت غيرها لما سكتت هبة و لكانت اوقفتها عند حدها.... معلش يا حبيبي دي بردو مامتك و إنت عارفها كويس بلاش تزعل نفسك انا مصدقت إنك بقيت كويس بعد آخر زيارة للدكتور . جذبها عمر برقة لتجلس بجانبه على الاريكة ليقبل كلتا يديها هاتفا بحسم انا حعدي عليهم المساء بعد الشغل و حبقى أفهمهم الحكاية خلي الكل يعرف إن ملكيش ذنب و
إن إنت اللي متحملاني و صابرة عليا بالرغم من أنا... . توسعت عينا هبة بفزع لتقاطعه هاتفة برجاء إوعى تعمل كده يا عمر عشان خاطري بقالنا سنتين محتفظين بالسر داه و محدش يعرف عننا حاجة غير كاميليا و شاهين بيه.... ارجوك خلينا كده أحسن انا مش حستحمل إن أي حد يقول عليك كلمة وحشة اوو.... قاطعها هو الاخر داه بردو نفس إحساسي لما حد يتكلم عليكي زي ماما من شوية أنا كنت ماسك إيدي بالعافية عشان مقلهاش الحقيقة.... صدقيني انا پتألم أكثر لما بشوفك كده مظلومة و انا واقف متكتف مش عارف أعملك حاجة... هبة إنت مراتي يعني من واجبي إني أحميكي.... كفاية إنك تحملتي كل السنين دي علشاني...آن الأوان إني أتحمل عنك شوية... هبة و هي تنفي برأسها لا يا عمر مفيش داعي ارجوك مش عاوزة مشاكل.... و إن كان عليا انا خلاص تعودت يعني... عمر بنبرة مټألمة مفيش حد بيتعود على الألم يا بيبة....خلينا ننسى الموضوع داه مما يشعر به...من ضعف و عجز عن حماية حبيبته التي يحبها أكثر من نفسه يكفيها ماتحملته في السابق من إهانات و كلام جارح من أجله... يشعر بعودة الهدوء لجسده
المتشنج تدريجيا و قد عزم بداخله على إنهاء معاناتها و قول الحقيقة...اغمض عينيه بخزي لإحساسه بالجبن و الخۏف من مواجهة المجتمع و الناس ليقف متفرجا على زوجته خاصة في مجتمع لايرحم كمجتمعنا الشرقي. في مكتب شاهين..... تأففت كاميليا للمرة العاشرة منذ أن دخلت للمكتب.... تكاد ټنفجر من شدة الغيظ من كتلة الجليد الذي يجلس وراء مكتبه يدقق في الملفات المبعثرة أمامه و لا يعيرها اي إهتمام.... شاهين لو سمحت أنا بكلمك.... ليه مش بترد عليا. اجابها شاهين بنبرة متثاقلة دون أن يرفع عينيه من علي الأوراق عاوزة إيه يا حبيبتي معلش مكنتش مركز معاكي. نفخت وجنتيها بحنق الأرض بقدميها كما يفعل آسر ولدها عندما يغضب قائلة على فكرة دي ثالث مرة أسألك نفس السؤال و إنت مش منتبه...انا رايحة مكتبي كفاية ضيعت وقت على الفاضي هنا.... قلب شاهين عينيه نحوها قبل أن يدير رأسه بحركة بطيئة بعد أن إستوعب ماترمي إليه...راقبها و هي تسير نحو الباب رافعة رأسها بكبرياء ليخفي ضحكته متصنعا الجدية لينبس بلهجة آمرة كاميليا تعالي هنا..... تسمرت مكانها و هي تسمع صوته الجدي المرعب لتحاول تمالك نفسها و التظاهر بالقوة أمامه... إستدارت نحوه تخفي توترها لترتبك أكثر عندما رأته يشير لها باصبعه أن تتقدم نحوه... زفرت مدعية اللامبالاة لتسير باتجاهه قبل أن تقف بعيدا عنه بخطوتين... أشار لها مرة أخرى بأن تتقدم اكثر لكنها ظلت واقفة مكانها قائلة بصوت جاف عاوز إيه أنا ورايا شغل.... جاءها صوته الرجولي الخشن ليبعث داخلها قشعريرة سرت بكامل جسدها قربي..... كم تمقت هذه الكلمة التي تذكرها بأيام عڈابها معه.... نفت برأسها و هي مازالت تقف مكانها رافضة الحراك ليرمقها شاهين بنظرات مستمتعة قبل أن يهتف بصوت جدي طيب...إعملي حسابك بكرة حتقعدي مكان غادة السكرتيرة.... قفزت كاميليا مكانها ناظرة إليه بعدم تصديق لتهتف دون وعي مستحيل...معناها انا مش جاية الشركة بكرة انا اصلا بدور على حجة عشان ابطل شغل.... شاهين بعيون محذرة اوقفتها عن إكمال كلامها إتفضلي روحي لمكتبك دلوقتي . نظرت نحوه كمن تقول له هل أنت جاد قبل أن تتحدث بنبرة لينة محاولة كسب عطفه ماهو مينفعش أقعد مكانها انا مابفهمش حاجة في السكرتارية دي... و بعدين انا هنا مهندسة مش سكرتيرة يعني....أنا آخر مرة مسكت مكانها بهدلت الدنيا.... هز شاهين حاحبيه بتعجب من تحولها فهذه القصيرة ستصيبه يوما ما بالجنون من تقلبها و تصرفاتها الطفولية التي يعشقها ليقول مدعيا الحزم
ثلاثة سنوات و هذا يعتبر أكبر عقاپ له... أكيد وحشتهم الخضار المسلوقة اللي بعملهالهم خصوصا فادي..... قهقه على مزاحها بخفة ليزداد وسامة مما جعل كاميليا تسرح قليلا متأملة ضحكته الساحرة التي سلبت أنفاسها..... إنتهى من ضحكه ليتحدث بصعوبة أنا نسيت الحكاية دي....بتخيل شكلهم لما يعرفوا إنك حتقعدي في البيت يومين... هو ليه الاولاد بتفرح لما ماماتهم بتقعد في البيت إلا هما.... ضړبته على كتفه هاتفة بحنق بطل تريقة هما بس صغيرين و مش عارفين مصلحتهم.... شاهين بضحك ااه و مصلحتهم بقى في الخضار المسلوقة... كاميليا باصرار أيوا انا بختارلهم الاكل الصحي عشان خاېفة عليهم و كمان بنظملهم وقتهم للعب و المذاكرة.... شاهين بتعجب دول أطفال يا حبيبتي عمرهم سنتين و نص مذاكرة إيه بقى اللي فارضاها عليهم.... كاميليا لازم يتعلموا حاجات كثير زي يمسكوا القلم و يعرفوا الألوان و حاجات كثيرة... ماهو فادي مشاء الله عمره سبع سنين بيعرف يتكلم ثلاث لغات كويس اوي... داه غير إنه شاطر جدا في المدرسة. شاهين و هو يداعب أنفها برقة و الفضل لحبيبة قلبي اللي بتعلمه كل حاجة بنفسها... كاميليا بابتسامة عذبة أنا عاوزة أولادي الثلاثة دايما الأوائل و متميزين عن غيرهم عشان هما أولاد شاهين الألفي..... شاهين بنظرات فخر بحبك جدا و كل يوم حبك بيتضاعف في قلبي أكثر..... حبيبي إنت على فكرة نسيت تجاوبني... شاهين بعدم تركيز اجاوب على إيه كاميليا و هي تلوي شفتيها بحزن أنا قلقانة على نور....مش عارفة إيه اللي حصل معاها خاېفة أكلم ماما أسألها ألاقيها متضايقة. شاهين متقلقيش الأمور كويسة بينها و بين محمد.... هو قلي... إنهم إتفقوا.... يدوا... لبعض فرصة.. ثانية... إبتعدت عنه صاړخة بلهفة بجد... إنت عرفت إزاي. تنهد شاهين بغيظ لابتعادها عنه ليجيبها بضيق حبيبتي... انا قلتلك محمد هو اللي قالي إمبارح....إطمني نور كويسة و المشكلة إتحلت... هو إنت حاطة روج نظرت له ببلاهة و كأنها تراه برأسيه قائلة تؤ... روج إيه اصل مرات عمر كل أما تيجي مكتبك بتجبلك معاها روج... انا موافق بس في المقابل مش عاوزك تغصبي الاولاد ياكلو الأكل الصحي بتاعك.... كاميليا و هي تشير باصابعها الاربعة تؤ... كده يبقوا أربعة أيام....كل حاجة مقابل يوم أجازة... داه شرطي. شاهين بضحك بقى كده...طيب إيه رأيك نعقد صفقة مقابل أسبوع إجازة.... كاميليا مدعية التفكير موافقة إتفضل..... إبتسم الاخر و انا راضية بيومين الاجازة اللي إنت إدتهملي في الأول..... أجابها شاهين طيب
إهدي خلينا نتفق..... تبدلت ملامح شاهين الضاحكة حالما أغلقت الباب متخيلا هروبها من حياته بهذا الشكل... أظلمت عيناه و تجهمت ملامحه بشدة بعد أن تذكر حواره البارحة مع محمد بدأ شعور الڠضب ينهش جسده تدريجيا تزامنا مع صوت أنفاسه المتصاعدة بحدة حتى أصبح مظهره مخيفا كوحش مستعد للانقاض على فريسته.... لكن كل هذا الڠضب لم يكن موجها سوى لنفسه أغمض عينيه ليتراءى له وجه محمد الذي يتهمه دون رحمة في تدهور نفسية نور بسبب تأثرها لما حصل لاختها.... كاميليا حبيبته... تمتم بداخله و هو يشعر بدمائه تغلي مش حترتاح يا شاهين مهما عملت. على الساعة الحادية عشرة ليلا في غرفة أيهم..... فتحت ليليان عينيها لشعورها بالعطش...لتجد أيهم مستيقظا و هيئته تدل على عدم نومه... كان مستندا على ذراعه و يتأملها و هي نائمة إبتسم بسعادة لرؤيتها تفتح عينيها قبل أن يلتفت وراءه ليحضر كوب الماء الموضوع فوق الطاولة الصغيرة بجانب السرير... أزاح الغطاء و هو يمده نحو شفتيها لترتشف ليليان منه حتى إكتفت ليرجعه مكانه ثم يعود لنفس وضعيته السابقة قائلالسه بتصحي
في الليل عشان تشربي.... ليليان بابتسامة مقتضبة و صوت مغلف باثار النوم أيوا...بعطش في الليل....بس إنت ليه صاحي لحد دلوقتي . رتب الغطاء حولها