روايه الشيطان شاهين الجزئين
بكفها قائلة بحنق عجبك كده اهو بقيت محپوسة بالمنظر داه.. أضافت بحزن و عيناها تلتمعان بالدموع لشعورها المرير بالذل و الإهانة بعد ما وصل للي
هو عايزه سابني مرمية هنا زي....أي وحدة من بنات الشارع.... أجهشت بالبكاء و هي تعض أناملها حتى تمنع خروج شهقاتها.. تزامنا مع دخول أيهم للغرفة وفي يده عدة أكياس... رمى الاكياس جانبا ثم إنحنى على ركبتيه أمام ليليان ليدير رأسها نحوه و يحيط وجهها بيديه الفصل السابع الجزء الثانى في إحدى النوادي الراقية تجلس زوجة خيرت الشناوى والد عمر... فريدة هانم مع إحدى صديقاتها اللواتي يشتركن في نفس الصفات....التكبر و التعالي عن بقية الناس و لايهتممن سوى بمكانتهن في المجتمع..... فريدة بملل و هي تتفحص ساعتها الفاخرة ذات الماركة العالميةيوه يا شيري الساعة بقت عشرة الصبح و فيفي و نبيلة لسه مجوش لحد دلوقتي بصراحة انا زهقت أوي من القعدة هنا. أجابتها الأخرى بنبرة متعالية نبيلة أكيد زمانها في الطريق ما إنت عارفاها دايما بتيجي متأخرة...و فيفي زمانها وصلت إسكندريةعند إبنها....الدكتور عادل..... أرجعت فريدة خصلات شعرها الأصفر وراء أذنها بحركة عفوية تزامنا مع قولها و ليه تروحله.... ماهو دايما هو اللي بيجي هنا هو و مراته. تصنعت شيري
فريدة السليط رغم أنها هي من بدأ باستفزازها..... أما فريدة فقد إرغمت نفسها على الابتسام و تصنع الفرحة برؤية صديقتها الأخرى و تجاوز ما حدث لكن في داخلها تشعر أن ڼارا عارمة تشتعل داخلها لتمضي بقية الجلسة و هي تتقلب على الجمر.... لتقود سيارتها بعد إن إنتهت جلستها الصباحية المعتادة مع صديقاتها تجاذبن خلالها مختلف أطراف الحديث حول عدة مواضيع... تافهة.. وصلت إلى المبنى الرئيسي لشركات الألفي لتدلف بكل غرور و تكبر دون أن تلقي التحية على أحد.... إستقلت المصعد الخاص بالمدراء ليصعد بها نحو الطابق الاخير الذي يوجد به مكتب إبنها عمر... دلفت بخطواتها الواثقة و هيأتها الأنيقة التي لا تعكس عمرها الحقيقي بل من يراها يقول أنها سيدة في مقتبل العمر بشعرها الأصفر و وجها الذي تملأه مساحيق التجميل..... ملابسها الباهضة و حذائها ذو الكعب العالي الذي زادها طولا. طرقت الباب بطريقة مهذبة قبل أن تدلف للداخل لتجد عمر كعادته منكبا على حاسوبه المحمول و أمامه عدة ملفات أخرى... رفع رأسه لتتهلل اساريره عندما وجد والدته أمامه فبالرغم من إختلافه معها بشأن زواجه إلا أنه مازال يحبها و يفرح كثيرا لرؤيتها....إلتف من وراء مكتبه متجها نحوها بيدين مفتوحتين لمعانقتها لكن فريدة هانم تجاهلته و هي تجلس على الاريكة تاركة عمر ينظر نحوها پصدمة.... تنهد بصوت مسموع قبل أن ينمحي الابتسامة من علي شفتيه ليقول و هو يتجه نحو الكرسي المفرد ليجلس عليه و أهلا يا أمي....منوراني بزيارتك السعيدة دي. زمت فريدة شفتيها بضيق و هي تنظر نحوه باستهزاء قائلة عشان كده بقالك أسبوع لا بتيجي و لا بتقول عندي عيلة أسأل عليها... الظاهر إن الهانم تأثيرها جامد اوي عليك....لدرجة إنها مخلياك مش فاكر أهلك. تنحنح عمر و هو يدعك رقبته المتشنجة بسبب جلوسه وراء المكتب منذ الصباح الباكر متزعليش مني اصلي كنت مشغول جدا الايام إلى فاتت عشان عندنا شغل كثير... يادوب أروح أنام على طول... بس إن شاء الله حبقى آجي أتغدى عندكم يوم الجمعة . اصدرت فريدة صوتا من بين شفتيها يدل على عدم رضاها قبل أن تهتف بسخرية لا كثر خيرك يا حبيبي و يا ترى حتيجي وحدك و إلا حتجيب ست الحسن و الجمال معاك...أمال هي فين أنا لما دخلت ملقيتهاش في مكتبها يعني . أجابها عمر بحذر و قد علم أن وراء مجيئها حكاية ما تلاقيها عند كاميليا مرات شاهين أصلها لسه جديدة في الشغل و أحيانا
الباشوات اللي لسه معششة في دماغك...من الاخر إنت عاوزة إيه ياست ماما . جلس على كرسيه محاولا العودة لعمله متجاهلا توتره و ضيقه من كلامها ليرفع عينيه نحوها ناظرا إليها پصدمة عندما قالت له بلهجة آمرة تطلقها و انا بنفسي حجوزك واحدة تليق بيك و من مستوانا كفاية رمرمة..... صړخ عمر بصوت عال بعد أن ضاق ذرعا من تصرفاتها و چنونها ماما... لو سمحتي داه مكان شغل مينفعش نتكلم في حاجات خاصة هنا.. في ناس كثير هنا و ميصحش حد يعرف أسرارنا.... حملت فريدة حقيبتها متجهة نحو الباب قائلة و هو في حد ليه معرفش بحكايتك فتحت الباب لتجد هبة تجلس وراء مكتبها رأتها لتقف و تلقي عليها التحية بأدب لكن فريدة نظرت إليها باشمئزاز من فوق إلى أسفل قبل أن تشير باصبعها نحوها ملتفتة لعمر الذي وقف من مكانه إستعدادا لأي مشكلة اهي شرفت الهانم أنا مش عارفة إيه اللي عجبك فيها دي....على الاقل مرات شاهين حلوة و شبه الأجانب و مخلفة بدل العيل إثنين إنما دي.... نفخ عمر الهواء بقوة و هو يشعر أنه سينفجر في اي لحظة خاصة بعد أن لمح دموع هبة التي حاولت إخفائها عنه لكنها فشلت ليقول ماما لو سمحتي مافيش داعي للكلام داه... هبة عندي بالدنيا كلها و ميهمنيش رأي حد حتى لو رأيك... أنا حوصلك لباب المكتب... الساعة داخلة على واحدة زمانه بابا و إخواتي مستنيينك على الغدا..... أحاط كتفيها بذراعه ليرغمها بلطف على المشي بجانبه و يوصلها نحو باب المصعد لتلتفت نحوه فريدة مرة أخيرة قبل أن تدلف و تهتف بوعيد مش حسيبك يا عمر و مش حرتاح غير لما أطردها برا حياتك و عيليتنا خالص و يا أنا يا هي بنت منصور.... حرك عمر رأسه باستسلام و هو يودعها باشارة من كفه قبل أن يغلق أمامه باب المصعد.... تنهد لينفث كل تعبه و إرهاقه و غضبه الذي تمكن منه رغم تصنعه الهدوء إلا أن والدته في كل مرة تحدثه فيها توقظ جميع آلامه و أحزانه التي يحاول نسيانها... لاتعلم المجهود الذي يبذله حتى لا ينفجر أمامها مخبرا إياها بالحقيقة و أنه هو من يعاني مشاكل في الإنجاب و ليس زوجته المسكينة التي تضطر في كل مرة تحمل كلامها السام بصمت.... رجع سريعا نحو المكتب ليطمئن على هبة و التي رسمت على وجهها بتسامة مزيفة على وجهها كعادتها حتى لا تشعره بالذنب.... أشار لها
بأن تتبعه لمكتبه.... دخلت هبة لتجده يجلس على الاريكة ناكسا رأسه باحباط كمن يحمل هموم الدنيا على كتفيه... رفع عينيه نحوها يتأملها بعشق مفرط إبتسمت هبة على تصرفه فهذا مايفعله عمر دائما عند إحساسه بالضيق قائلا مش عارف مين غيرك كنت حعمل إيه حتفضلي مستحملة لغاية إمتى و انا واقف كده بتفرج عليكي و مش عارف أعمل حاجة أنا نفسي افرحك و اعوضك على صبرك معايا بس للاسف انا. أجابته هبة و هي لاتنكر تضايقها الشديد من كلام والدته لكن