الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية جديدة رائعة الفصول من الفصل السادس الى الفصل العاشر

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

أحد أصدقائه يبتسم وبداخله شعور فقد استطاع بفعلته التفريق بينهما دون أن تنكشف فعلته فإن لم تكن فرح ملكا له فلن ينالها ياسين 
وهكذا هي الحياة بعض البشر قلوبهم حاقدة دون سبب رافضة أن ترى غيرها ينعم بالحب فإن حرم هو من تلك نعمة فليحرم الجميع مثله 
ظلت همس صامته دموعها تنهمر بلا توقف وكأنها تتسابق فيما بينها بينما شاطرتها رضوى البكاء وقد ذكرتها بلحظات مرت بها من قبل
مسدت فوق رأسها بحنو قائلة
علشان خاطري اشربي العصير وبطلي عياط 
همس بضعف أنا مش بعيط علشانه أنا بعيط لاني غبية انخدعت فيه ازاي يا رضوى ازاي الانسان قلبه يكدب ويخونه وليه لحد دلوقتي مش قادرة اكرهه بقول كرهته بس أنا كدابة والدليل ان روحي بتتحرق مجرد ما بفتكر انه بقى لواحدة غيري بيحبها يا رضوى قالها في وشي بكل ثقة بحبها عارفه لو كان كدب وقالي عجبته او محتاج ليها كنت رضيت كنت هبعد برده بس كنت هصبر نفسي 
لكن ازاي يحبها ازاي قلبه سمحله يسكن حد مكاني ازاي هياخدها بين ضلوعه ويضمها زي ما كان بيعمل معايا 
هيقولها بحبك بنفس الطريقة اللي كان بيقولهالي هيخلف منها وينسى ولادي هما كمان 
الأمان اللي فضلت سنين عايشه فيه معاه وبيه هيضيع خلاص
رضوى انتي ناوية علي ايه يا همس
همس بتحدي هخلعه يا رضوى
شهقت رضوى قائلة
لأ يا همس مش للدرجة دي انتوا بينكم أولاد وهو ممكن يعقل ويرجع
همس بتيه يرجع بعد ايه كان مصطفى رجع يا رضوى 
التفتت همس بعدما استقبحت ما قالته وهمست باعتذار
رضوى أنا اسفه
رضوى بحب 
أسفه علي ايه انتي عندك حق بس أنا غيرك يا همس مصطفى مكنش بيحبني زي ما فيصل بيحبك أه اتجوزنا بعد ما اعترفلي بحبه وانا كنت بعشقه مش بحبه بس دايما مصطفى كان أناني أهم حاجة نفسه واحتياجاته ويمكن جوازه كان شيء قاټل بس متوقع
أما فيصل فحاجة تانية فيصل حبه ليكي أكيد يمكن اللي هو فيه لحظة ضعف وتنتهي 
ابتلعت همس ريقها بضعف وتحدثت بخفوت 
زي ما انتي قولتي
يا رضوى مصطفى غير فيصل وأنا غيرك للأسف أنا ممكن ادوس علي قلبي واكسره بنفسي قبل ما غيري يدوس عليه حبي لفيصل هيبقى دافع علشان ابعد 
رضوى صدقيني هتتعبي
همس بأمل رغم تألمها ويمكن افوق يمكن اقدر انسى 
رضوى ربنا يسعد قلبك ويعينك 
وغاصت كل منهما في ذكريات حلوها ابتلعتها أمواج الحياة والصڤعات القاسېة ولم يبق سوى أطلال 
يعني ايه مش هنعمل سبوع للبناتولا انت هتمشي ورا كلام أمك
مصطفى بشراسة
لمي لسانك واتكلمي عدل مش امي دي حبيبتك وسبب جوازنا انا قولتلك نعمل سبوع ومعترضتش لكن الهبل بتاعك ده واني اجبلك مطرب ونعمل حفلة وكلام ملوش لزوم لأ وياريت بعد كده تراعي تصرفاتك شوية يعني لما أكون انا موجود يبقى الكلام معايا لو في رجالة مش واقفه تهزري مع مهندس الديكور وتضحكي ولا كأني موجود 
سوزي بدلال ومحاولة منها لتهدئتها بعدما شاهدت ثورته واستشعرت غضبه 
أنا مقصدش انت عارف انا بحب طنط ازاي رغم انها اتغيرت من يوم ما ولدت بس عادي انا بسكت علشان خاطرك وبعدين مكنتش اعرف
انك بتغير عليا يا حبيبي اوك متزعلش المرة الجاية مش هتكلم خااالص اقتربت منه بدلال تسعى لاقناعه بما تريد لكن صرخات طفلتيها المتلاحقة جعلتها تبتعد مضطرة بينما نظر مصطفى في اثرها قائلا 
هو ايه اللي بيحصلي ده وبعدين يا مصطفى ياترى هترسي معاك علي ايه 
ارتدى ملابسه على عجالة وتوجه إلى عمله قبل أن ترجع إليه سوزي لاقناعه بما تريد فقد بات مدركا لتصرفاتها جيدا 
مر أولا بالحسابات ليجد رضوى منهمكة في عملها ولم تلحظ اقترابه ظل واقفا يتأملها قليلا إلى أن رفعت بصرها إليه قائلة
خير يا دكتور مصطفى فيه حاجة
مصطفى ها لأ أنا بس كنت هسألك عالبنات أخبارهم ايه
رضوى الحمد لله بخير 
مصطفى وانتي يا رضوى كويسة 
رضوى مدعية اللامبالاة اه زي الفل الحمد لله 
مصطفى ماشي يا مدام قالها بغيظ وغادر يكاد يجن من تجاهلها له ولا يعلم ما يريد 
تحدث ياسين الي المحامي الجالس امامه قائلا 
حضرتك شوف الاجراءات اللازمة وياريت بسرعة 
المحامي طيب ليه منرفعش دعوى طلاق 
ياسين موجها بصره تجاه همس الشاردة الزوج رافض الطلاق 
المحامي بس الخلع معناه انها هتتنازل عن بعض حقوقها
همس بضعف لو سمحت حضرتك ترفع الخلع أنا مش عاوزة منه أي شيء 
اومأ إليها متفهما موقفها واتفقا علي التفاصيل وغادرا المكتب في صمت 
ابتسمت اليه بامتنان عجزت عن ترجمته إلى كلمات وأدمعت عيناها وبداخلها خوف مما هي مقبلة عليه تحدثت اليه بوهن 
متشكرة اوي يا ياسين وأسفه اخدتك من الدار للڼار 
ياسين ممازحا إياها 
ايوة من المطار للڼار علطول مش شايفة انك اتسرعتي شوية يا همس مش كان افضل تفكري او عالاقل ترفعي دعوى طلاق وبلاش خلع 
همس بجدية
فيصل مستحيل يطلقني حتى لو وافق حبه لولاده هيمنعه أنا عارفه تفكيره كويس 
ياسين خاېف ټندمي يا همس الطلاق مش لعبة وولادك محتاجين أبوهم 
همس عارفه يا ياسين ومستحيل أبعد ولادي عن حضنه مهما عمل حضڼ الأب مبيتعوضش بس حقي أعيش ووجودي معاه وعلي ذمته هيقتلني هيدمرني تماما 
ياسين أنا ممكن اقعد معاه ونتكلم 
همس پانكسار هتقوله ايه ارجع لهمس متتجوزش غيرها هتقوله متنساش حب السنين 
ياسين متعيطيش بدل ما اروح اخلص عليه 
ابتسمت همس مرغمه فبادلها ياسين بود أخوي 
حد قالك اني ممكن اصغر همس او ارخصها انا لو رحتله كنت هقوله فوق وشوف هتضيع ايه من ايدك يمكن يحس بغلطه مستحيل اسمحله هو او غيره يقلل من اختي الأميرة اللي حفي لحد ما اتجوزها 
همس پانكسار معلش هو شكله فاق يا ياسين بس فاق من وهم كان معيش نفسه ومعيشني فيه 
تنهد ياسين بضيق وحزن من اجلها وجاهد ان يبدو هادئا أمامها هتف بعد قليل قائلا 
تعالي أوصلك البيت واروح البلد أسلم على الجماعة والولاد واجيلك بكرة
همس خليك براحتك ووقت ما احتاجلك هكلمك
ياسين بجدية هشش بلاش رغي عالفاضي انتي عارفه اني مش هرجع في كلمتي وهجيلك
همس عارفه يا ياسين
ياسين يبقي خلاص متشغليش بالك بحاجة ان شاء الله ربنا هيحلها 
همس حاضر بس علشان خاطري ارتاحلك يومين تلاته وتعالي بالله عليك انت جاي من سفر ومحتاج راحة 
ياسين حاضر ياهمس علشان خاطرك هريحك وهجيلك نهاية الاسبوع تمام! 
همس تمام 
وصعدت إلى السيارة وإلى جوارها ياسين أغمضت عيناها تسترجع ما حدث بينها وبين فيصل في أخر لقاء جمع بينهما ومنذ تلك اللحظة لم تراه
قبل ثلاثة أسابيع 
غادرت همس مسرعة تلملم شتات روحها المتألمه تهرول بخطوات غير محسوبة كي لا تفقد صلابتها الزائفة وتبكي أمامه هو وكاميليا 
استوقفتها مودة قائلة 
استني يا همس هتجريني وراكي اصبري حبيبتي 
همس بصوت يكاد يكون مسموع
مش قادرة اقف يا مودة هيغمي عليا من التعب 
لم تكمل كلماتها وفقدت وعيها بالفعل بين يدي مودة وفيصل الذي التقطها بعدما أسرع ليلحق بها هو الأخر 
حملها فيصل وساعدتها مودة علي أخذ أغراضها إلى أن وضعها داخل سيارته بحذر وتوتر 
قام فيصل بفحص نبضها وبداخله لوم قاټل تنحنحت مودة بحرج
قائلة 
مش هنوديها مستشفى يا دكتور فيصل 
فيصل بجدية مفيش داعي همس لما بتزعل ضغطها بينخفض ويمكن مأكلتش كويس فده السبب 
مودة طب حضرتك هتروح البيت ولا أخدها أنا اروحها
نظر إليها فيصل بنفي قائلا 
علي فكرة همس لسه مراتي 
مودة بحرج انا مقصدش والله بس الانسة اللي كانت معاك يعني 
انتبه الأن فيصل لأمر كاميليا لكنه لم يعقب فالوقت
مازال مبكرا وبإمكانها العودة الي بيتها ما يهمه الأن أن يتحدث إلى همس 
مر بعض الوقت وأفاقت همس ووجدته الي جوارها نظرت إليه دون تعبير واضح وكأنها لا تعلم من هو تطلع إلى ملامحها بتفحص إلى أن سألها بترقب
همس انتي كويسة 
همس بتعب فين مودة 
فيصل قوليلي الأول انتي كويسة مودة روحت بيتها أنا معاكي 
اعتدلت همس رغم تعبها قائلة
متشكره تقدر تمشي 
امسك يدها فنفضت يده بقوة فاجأته لتتحدث بتحذير 
الايد اللي لمست غيري مستحيل تلمسني تاني يا فيصل كف ايدك ده من شوية كان حاضن ايدها بكل سعادة وشفتك بعيني 
أخفض بصره ولا يجد ما يقوله فباغتته برجاء مؤلم
ارجوك طلقني يا فيصل طلقني وابعد عني 
هب واقفا ونظر إليها بجدية قائلا بلهجة قاطعة
مش هيحصل يا همس قولتلك قبل كده انا مش هطلقك
ابتسمت همس واجابته بنفس الثقة 
متشكره يا دكتور أنا كده عملت اللي عليا 
فيصل پغضب 
تقصدي ايه يا همس 
همس قصدي هتعرفه في وقتها لو سمحت انا تعبانه ومحتاجة أنام مش قادرة اتكلم
انتهى من
قراءة الفاتحة فوق قبر والدته وغادر مسرعا وكأنه يخشى عتابها له ترى لو أنها مازالت علي قيد الحياة هل كانت لتسمح له بالزواج بأخرى لقد كانت عاشقة لهمس وكانت همس كما الابنة لها لقد احسنت إلى والدته حتى لحظة ۏفاتها تلك اللحظة الفارقة التي زلزلت كيانه وابدلته بشخص أخر تائه ومتخبط
لو علمت أنه ابن أبيه لأعلنت ڠضبها ورفضها لوجوده 
هل حقا نحن غصون لأشجار جذورها أب وأم نشبههما في كل شيء 
جال بخاطره ذكرى بعيدة لزواج والده بأخرى تصغر والدته وتفوقها جمالا كسرت كبرياء وقلب والدته لكنها لم تتخل عنه بل أفنت ما تبقى من عمرها في احتوائه وتربيته بينما ابتعد والده وانشغل بعالمه الجديد ولم يلتقي به منذ تلك الليلة سوى لحظة الوداع الأخير فقد ټوفي والده تاركا خلفه قلوب محطمة 
أغمض عيناه يتذكر ما حدث منذ سنوات
داخل مشفى ضخم يرقد جثمان والده وبجواره اولاده من زيجته الثانية نظر إليهم فيصل بغيرة فها هم يحيطون بوالده في حياته وعقب ۏفاته بينما هو قد حرم منه لم يتسنى له ان ينعم بقربه ولم تأته فرصة لوداعه 
تتابعت دموعه بغزارة وكأنه مازال واقفا بينهم فأفاق من شروده وغضبه يحركه 
تحدث إلى نفسه بإصرار وغرور وهن 
أنا مستحيل اظلم ولادي زي ما ابويا عمل ومش معنى اني هتجوز اني انساهم وهتشوفي يا همس!!
الفصل التاسع
منذ ان عادت بمفردها إلى بيتها ورأسها يدور بداخله تساؤلات لا حصر لها ترى هل هي مخطئة وما الخطأ في وقوع أحدنا أسيرا للحب أما يقولون أن القلوب مأمورة ولا سلطان عليها هي مطلقا لم تتقرب إلى فيصل بل جاهدت في الابتعاد لكنها لم تستطع تلك كانت قناعاتها هي ولكن الحقيقة دائما لها وجه واحد وجهها لا يراه
ارتدت ملابسها وهمت بالخروج لكنها اصطدمت بجسده وكادت أن تقع لولا احتضانه لها وكأنه سند محال أن يتركها تميل 
توردت وجنتاها ونظرت إليه بامتنان قائلة
أسفه يا فارس كنت مستعجلة لأني اتأخرت عالشغل 
فارس بجدية ولا يهمك انت دايما مستعجلة يا كاميليا 
كاميليا بحدة
تقصد ايه اسمع يا فارس مش معنى اني رفضت ارتبط بيك تتعامل معايا بالشكل ده انت مهما حصل ابن عمتي 
فارس بكبرياء جريح
وانتي بالنسبة ليا اخت مش اكتر وموضوع ارتباطنا ده كان بسبب إلحاح

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات