روايه ليله تغير فيها القدر الفصل السادس حتي الفصل التاسع
أثار دهشته الكاملة. كيف لابنتي أن تكون معها صبي صغير يبدو في الرابعة أو الخامسة من عمره هل هي... لم يستطع فؤاد منع نفسه من الشعور بالدهشة والتساؤل عما يخبئه المستقبل. في هذه اللحظات رمقت أميرة والدها بنظرة عميقة ولاحظت ملامح الزمن التي رسمت قسمات وجهه مدركة مدى التغيير الذي طرأ عليه خلال السنوات الخمس الماضية. هذا الإدراك جعلها تستوعب الأحداث التي مرت بها عائلتها من منظور جديد وبدأت تلوم نفسها على الانقطاع الذي سمحت به أن يفصل بينها وبين والدها طوال تلك السنين. لقد عدت يا أبي. أمسكت أميرة بيد ابنها واقتربت من فؤاد. ثم نظرت إلى ابنها وقالت جاسر قل مرحبا لجدك. جدي. نظر جاسر لأعلى ونادى فؤاد. جدي فوجئ فؤاد عندما سمع صوت الطفل ونظر إلى جاسر بدهشة. أهذا هو... حفيدي لديك طفل بالفعل نعم يا أبي. اسمه جاسر وعمره ثلاث سنوات ونصف. رفضت أميرة أن تخبر فؤاد بالعمر الحقيقي لابنها لأنها لا تريد أن يستنتج والدها متى ولد جاسر. ثلاث سنوات ونصف وقد نما بهذا القدر بالفعل. شعر فؤاد بصعوبة في استيعاب حقيقة أن لديه الآن حفيدا وأن هذا الصغير الوسيم هو دمه ولحمه. نعم! ابتسمت أميرة. ماذا عن والد ابنك سأل فؤاد. لم أعش معه منذ ولادة جاسر أجابت أميرة. نعم لقد عشت مع أمي طوال الوقت يا جدي أضاف الطفل. امتلأت عيون فؤاد بالدموع إذ أدرك أنه لم يبذل جهدا يذكر لمساعدة ابنته في تربية ابنها. أنا جد فاشل... الأسوأ من ذلك طردت ابنتي من البيت منذ خمس سنوات. قال فؤاد بنبرة محملة بالندم. هذا خطأي! كله بسببي يا أميرة! أرجوك سامحيني. سأجد طريقة لأعوضكم عن كل شيء. كانت مشاعر الذنب تغمر قلبه. لا داعي لذلك. استطعنا أنا وجاسر أن نعتني بأنفسنا جيدا. حاولت أميرة تخفيف وطأة الذنب عن والدها. هيا دعني أحتضنك يا جاسر حفيدي الغالي! انحنى فؤاد وعانق جاسر ملاحظا قوته وبنيته الطيبة ما جعله يفتخر بجمال حفيده ويعتبره الطفل الأكثر وسامة الذي رآه على الإطلاق. عندما دخلت أميرة الصالون برفقة والدها فوجئت نعيمة برؤية زوجها وهو يحتضن طفلا فسألت بدهشة من هذا الصغير يا عزيزي نعيمة هذا ابن أميرة. أنجبته وهي بالخارج. أجاب فؤاد بفرحة غامرة معربا عن سعادته بلقاء حفيده. وعلى الرغم من ندمه الشديد على عدم وجود ابنا له إلا أنه قرر معاملة ابن ابنته كأنه ابنه الخاص متعهدا بأن يعوضه عن الوقت الضائع ويعطي جاسر كل الحب والرعاية التي يستحقها باعتباره جزءا لا يتجزأ من سلالته. ماذا! صدمت نعيمة عندما علمت أن الطفل هو ابن أميرة. أمي. رحبت أميرة بنعيمة ولكن ببرود. يا الله! لم ندرك أنك قد أصبحت أما خلال هذه السنوات الخمس. لماذا لم تخبرينا بشيء طيلة هذه المدة ادعت نعيمة الدهشة والقلق محاولة أن تظهر بمظهر المهتمة أمام زوجها. ومن يكون والد الطفل لماذا ليس معك نعيمة أميرة تربي الطفل بمفردها. ذكر فؤاد بسرعة ليوقفها عن طرح الأسئلة غير الضرورية. في تلك اللحظة استشعرت نعيمة فورا فرصة لتصوير أميرة وابنها كټهديد أكبر لمكانتها في العائلة خاصة عندما لاحظت مدى تعلق فؤاد بالطفل. آه! أم عازبة! إنه حقا أمر مؤثر للغاية! سخرت نعيمة بلهجة ملؤها السخرية. شعر الصغير بالحيرة من نبرة نعيمة فنظر إليها وسأل ببراءة من أنت بنظرة تحد ردت نعيمة قل مرحبا لجدتك يا