روايه ليله تغير فيها القدر الفصل السادس حتي الفصل التاسع
هاتف أصلان فرفعه ورأى أنها مكالمة من هالة. ألو رد بأكبر قدر ممكن من اللطف. أصلان هل أنت مشغول بالعمل هل يمكنني تناول العشاء معك الليلة حسنا سأحجز مطعما. وافق أصلان. سأنتظرك لتأتي وتأخذني. كانت هالة متحمسة. بالتأكيد. أغلق أصلان الهاتف بينما ظهر وجه هالة في ذهنه. لسبب ما لم تكن هالة تشعره بنفس الشعور الذي شعر به تجاه المرأة من ذلك اليوم. كان يتذكر تلك المرأة في تلك الليلة ويشعر بمشاعر متضاربة بداخله تجاهها. كانت شفتيها لينة بشكل لا يصدق وكان جسدها ينبعث منه رائحة خفيفة. على الرغم من أنها بكت طوال الوقت كان صوتها جذابا بينما كان صوت هالة حادا بعض الشيء. بما أنه مرت خمس سنوات يمكن لأي شخص أن يمر بتغيرات كبيرة. وبالتالي كل ما أراده أصلان هو تعويضها. بعد كل شيء ما اقترفه تلك الليلة تسبب لها في أضرار لا رجعة فيها أبدا. في مطعم فاخر جاءت هالة بفستان شانيل جديد وهي في كامل أناقتها. استخدمت مستحضرات تجميل باهظة الثمن ومهارة فنانة لوضع المكياج لتحسين مظهرها العادي نسبيا لكنها رغم ذلك لم تكن لافتة للنظر بما فيه الكفاية. كانت تنتمي إلى فئة الفتيات الجميلات العاديات. لم تكن قبيحة ولكنها لم تكن فاتنة أيضا. ومع ذلك في تلك الليلة كانت هي المرأة المحظوظة بشكل لا يصدق في المطعم بأكمله. كان يجلس أمامها رجل ذو مستوى عال وسيم وأنيق وساحر وينبعث منه طابع ملكي. أصلان في صحتك. رفعت هالة كأسها تلقائيا ونظرت إلى الرجل المقابل لها بشوق. على الرغم من أنها عرفته منذ ثلاثة أسابيع فقط إلا أن أصلان كان دائما يعاملها بأدب واحترام. ومع ذلك كانت طموحات هالة تتخطى ذلك بكثير إذ كانت تطمح لتصبح زوجته وتستحوذ على قلبه ومشاعره بالكامل. والآن وقد جذبت انتباهه واستفادت من كرمه كانت هالة تخشى أن تفقد كل ما حصلت عليه. كانت تغمرها السعادة بفضل الثروة التي أصبحت تتمتع بها. كل ما ترغب به يمكن أن يصبح ملكها في لمح البصر. فساتين شانيل الجديدة التي تعشقها يمكن أن ترسل مباشرة إلى باب منزلها لتختار من بينها. إذا اشتهت حقيبة يد بعينها بإمكانها امتلاكها بجميع الألوان المتوفرة. وإذا كانت تريد مجوهرات ألماس كل ما عليها هو الاختيار. كانت تشعر وكأنها تحلق فوق السحاب ولم تود هالة أبدا العودة إلى واقعها السابق طالما كانت على قيد الحياة.
ومع ذلك كانت هالة تشعر بقلق بالغ من أن أميرة قد تعود فجأة إلى المنزل وتكتشف حقيقة ما حدث في تلك الليلة. إذا حدث ذلك فإنها ستفقد كل شيء وتضطر إلى العيش كما كانت تعيش من قبل. عند التفكير في ذلك قالت لنفسها إنها لن تسمح أبدا بحدوث شيء كهذا. وبالتالي عندما أعادها أصلان إلى القصر بعد العشاء دعت هالة برقة الرجل إلى المنزل. أصلان هل تود أن تدخل وتشرب فنجانا من الشاي لا شكرا. لدي أمور يجب أن أهتم بها. ولكنني أخشى من أن أكون وحيدة. أريدك أن ترافقني. حاولت هالة على الفور استغلال تعاطف الرجل بالتظاهر بالخۏف. سأجلب زينب لترافقك. مد أصلان يده نحو هاتفه المحمول. لا! من فضلك! أريد فقط رفقتك. ولكن لدي حقا شيء يجب أن أفعله في العمل. ربما في المرة القادمة. نظر أصلان بلطف إليها. استريحي جيدا. تصبحين على خير. شعرت هالة بخيبة أمل لدى