الجمعة 22 نوفمبر 2024

عيون مصعوبة كاملة

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

بها ويبرها وېخاف ڠضبها ويراعي مشاعرها كل مرة يعاملها بهذا الفيض من الحنان والرفق تتقزم في مرآة ذاتها أكثر وأكثر وتشعر بالندم ليته كان فظا غليظ القلب ما كانت أحست بهذا التحقير داخلها أطرقت رأسها تهتف باستسلام من فقد حقوق الطاعة
زي مابتحبو يا ابني 
ممكن أدوقه
سماع هتافها جعل عيناه تجحظ وهو يرمق زوجته بدهشة بعد ما قالته بينما تطالعها والدته بذهول مماثل غير متوقعة أن تسمع صوتها فضلا عن أن تقبل
تناول شيء من يدها 
خلاص وأنا كمان هاكل مع مامتي 
قالتها الصغيرة حفصة وهي تتعلق بكف والدتها ليتعاظم شعور الجدة بالدناءة والخسة أمام نفسها بقوة تذكرت ما فعلته كأنها كانت أخرى نفضت عنها تخبطها وتمسكت بأذيال الفرصة وهي تصيح بحفاوة حقيقة تلك المرة طب يلا ادخلو يا حبايبي وانا هجيب أطباق للكل 
دلفوا جميعهم فقالت رهف أنا بطني مليانة مش هقدر أكل تاني يا ماما ثم حدثت شقيقتها أنتي مفجوعة ياحفصة أزاي هتاكلي بعد ما اتعشينا بيتزا وام علي 
عيب يا رهف سيبي اختك براحتها 
بيد مرتعشة أمسكت طبق الحلوى وعجزت أن تقدمه لزوجة ابنها ليباغتها يونس باحتواء كفها بعد نزع الطبق منه ثم لثمها بتقدير هاتفا تسلم ايدك يا ماما أكيد حلو من قبل ما ندوقه 
مالك ياتيتة
طب خلاص ماتبكيش هناكل الرز بلبن 
وانا كمان بس ماتزعليش
الأولي من حفصة والثانية قالتها رهف أما الثالثة من أبرار ليعلوا صوت نحيب الجدة بين ذراعي يونس فيحتويها أكثر ثم نظر لأكبر صغاره قائلا حبيبتي خدي المفتاح من ماما واطلعي فوق مع اخواتك 
حفصة لا أنا عايزة افضل مع تيتة يا بابا 
رمقها بحنان اسمعي كلام بابا ولا عايزاني ازعل منك 
أزعنت لأمره وهي تحدج جدتها بشفقة حاضر 
لم يعد غير ثلاثتهم بعد صعود الصغار فأجلسها فوق أريكة قريبا وجثى على ركبتيه محتويا وجهها بين راحتيه كفاية يا أمي دموعك غالية عندي 
ظلت كتل تهتز بكاء منكسة رأسها لا تقدر علي النظر إليه فرفع وجهها عنوة لتبصره ثم قال يا ماما مهما حصل انتي امي وحبيبتي ورضاكي ودعاكي أهم حاجة عندي خلاص اللي حصل حصل أنا مش زعلان منك ثم نظر لزوجته مرسلا
بنظراته رجاء خفي وقال ورضوي كمان مش زعلانة منك 
رمقته الأخيرة بغموض طال معه صمتها قبل أن تقول لأ زعلانة 
سقط قلبه بين ضلوعه وشحبت ملامحه لتصيح بعدها بمرح وهي تمسك إحدي كفيها جاثية أرضا جوار زوجها أديني مروحتي وسجادتي وصواني التيفال الأول يا حماتي 
رمقتها الأخيرة بدهشة غير مصدقة أنها عادت
تمزح معها ليقول يونس ملتقطا طرف مزاحها طب وبالنسبة للأسورة الدهب اللي دفعت فيها ډم قلبي مش عجباكي يا ست هانم ماهي دي بدال صوانيكي ومروحتك 
نقلت بصرها بينهما وجبل ذنبها يزداد ارتفاعا وثقلا لتقول بصوت مبحوح من البكاء سامحوني يا ولاد حقكم عليا أنا ظلمتك انت ومراتك يا يونس جيت عليك وكنت أنانية أكلت شقاك لاخوك زي ما قلت ومش عيب وانا في عمري ده لما اقول انكم علمتوني درس مش هنساه لو حد تاني غيركم ما كانش بص في وشي تاني لكن انتم فيكم الخير سامحوني يا ولاد سامحوني 
ثم عانقت كليهما بقوة رابتة علي ظهورهما ثم
ابتعدت وغابت عنهم لحظات وعادت تحمل بيدها مغلف ورقي وقالت خد يا بني فلوسك اهي رجعتلك وكمان ماتبعتش ليا شهرية تاني أنا خلاص يا يونس مش عايزة منك حاجة غير انك ترجع تبرني وتحبني وتسأل عليا خلي فلوسك لمراتك وبناتك وانا معاش ابوك هيكفيني ويكفي علاجي ماتشلش هم وأخوك وائل من هنا ورايح هخليه يعتمد علي نفسه محدش فينا هيطمع فيك تاني أوعدك 
تمزق نياط قلبه لكسرتها 
دمعت عين رضوى وتأثرت بحديثهما ورغم ڠضبها السابق من طيبة زوجها الآن شعرت بالفخر به وهو يغرق والدته ببره وحنانه ربتت علي ظهره وقالت وانا معاك في كل كلمة يا يونس حماتي قبلنا 
نظرت لها الحماه ومازالت تصدمها الدهشة من تسامح زوجة أبنها وفعلت أخيرا ما تمنته كثيرا منذ ما حدث عانقت رضوي بقوة وهي تملس علي رأسها قائلة سامحيني يابنتي أنا ظلمتك وجيت عليكي وحرمتك من خير جوزك وكنت مفترية وقاسېة حقك علي راسي يا بنت الأصول 
خلاص يا حماتي مسمحاكي ونسيت كل حاجة خلينا نفتح صفحة جديدة مع بعض 
ابتعدت عنها وقالت طب ارجعي قوليلي يا طنط أو ماما زي الأول وبلاش حماتي دي أنا بحس ان الكلمة دي شتيمة 
تجمدت حدقتي رضوى ويونس لحظات ثم اڼفجرا مقهقهين بقوة لدعابتها العفوية وقالت الأولى مازحة بصي هي مش شتيمة بس دايما كنت بقولها بغيظ دفين كده وانا شايطة منك يا 
ترقبت هي ويونس قولها لتواصل بطيب نفس يا ماما 
لا كده مش قادر استني اما نطلع بيتنا ويتقفل علينا باب 
قالها وهو يجذب زوجته ويلثم وجنتها معانقا اياها بقوة جعلتها تخجل وهي تلومه يونس في ايه اعقل 
ضحكت والدته صائحة لا كده اطلعوا شقتكم بلاش فضايح 
والله يا ماما نفس رأيي بالظبط 
ثم نهض وساعد زوجته لتنهض معه الصبح هننزل كلنا نفطر معاكي يا ست الكل 
منحته نظرة يسيل منها الحنان والرضا وهي تقول مستنياكم من دلوقت يا غالي يلا خد مراتك واطلع ربنا يهدي سرك ويريح قلبك زي ما ريحت قلبي 
قبل رأسها ثم اصطحب زوجته صاعدين للصغار 
بعد وصال جارف روي به ظمأه لها راح ينظر إليها بين ذراعيه بطريقة أذابتها فانغمست به أكثر ليهمس جوار أذنيها انتي أصيلة يا رضوى وعمري
ما هنسي رد فعلك مع أمي وإنك مش كنتي فظة وانتقمتي منها شكرا انك راعيتي سنها ومكانتها عندي ومشيتي المركب وحقك عليا مليون مرة علي اللي حصل منها واوعدك ده مش هيتكرر تاني مش أمي بس اللي اتعلمت الدرس أنا كمان فهمت الفرق بين اني اكون طيب ومطيع لدرجة العمى واني اسيب حد يستغلني حتى لو أقرب الناس مش هخلط تاني الأمور واسيبكم تحت رحمة حد حتى لو كانت امي محدش بعد كده هيعرف عننا حاجة 
تنهدت ومازلت قابعه بين مغمغمة كلنا بنغلط يا يونس المهم اننا نتراجع ونصلح غلطنا قبل فوات الآوان ثم رفعت وجهها إليه أنا عمري ما همنعك تأدي واجبك ناحية أمك واخواتك ولا اخليك تقسى عليهم كل اللي طالباه ميزان عدل مايظلمش حد فينا يعني ولا تظلمنا عشان أهلك ولا تظلم أهلك علشانا وفي نفس الوقت كل واحد يعرف حقوقه تساعد اخواتك ماشي بس بدون ما حد يستغلك ويستحل شقاك اللي بناتك أولي بيه لأنهم مالهمش غيرك أمانتك اللي هتتسئل عنها يوم القيامة 
رضوي 
رفعت رأسها إليه ومازحته طب خلي امك تديني سجادتي الغالية وصواني التيفال 
قهقة وقال وغلاوتك لاشتريلك أغلي سجادة تعجبك وتشاوري عليها وطقم تيفال كامل 
يونس عامل ايه يا اخويا
رمقه بنظرة ذات مغزي وقال الحمد لله
يا حسان بخير 
طب مش ناوي تجيب مراتك والبنات وتتغدي عندي يوم قبل ما تسافر تاني 
صمت برهة ثم قال باقتضاب خليها للظروف 
وهم بالسير بعيدا ليوقفه شقيقه استني عايز اكلمك ظل يونس يواليه ظهره صامتا فاستطرد الأخر أنا ماكنتش اعرف ايه اللي بيحصل بين مراتك وامي انت عارف اني بخلص شغلي اخر الليل وباكل لقمة مع العيال
وبنام للصبح ولما لاحظت شوية توتر بينهم سألت مراتي قالتلي ان رضوى اتخانقت معاها عشان الحاجات اللي اتاخدت من شقتها بدون علمها قلت في بالي انك عارف وهتحل الموضوع بينهم وسكت لو اعرف إن 
إن ايه كمل يا حسان أنت في نفس البيت عايز تقولي ولا مرة حاولت تسأل علي بنات اخوك ومراته تطمن بنفسك كنت مستني صدفة تجمعك بيهم عشان تفهم اللي حاصل ولا كنت شايف وقلت وانا مالي اهم حريم و يصطفلوا 
اهتزت حدقتي حسان بتوتر فقال يونس أنت اخويا وعارف طبعك طول عمرك تحب تبقي مع نفسك ومالكش دعوة بحد بس يعز عليا يا اخويا ان بناتي ومراتي يحصل فيهم كده وانت معاهم بيتقفل عليكم باب عمارة واحدة كنت فاكر لما اسيبهم هنا هيكونوا في حمايتك كنت فاكرك عيني وسطيهم وقت الجد هتسد مكاني بس كل واحد فيكم اتعود يفكر في نفسه وبس اتعودتم تاخدوا وماتدوش 
يونس 
أوقفه ثانيا واقترب ليواجهه حقك عليا يا اخويا أنت طول عمرك كبيرنا وفي مقام ابونا رغم ان فرق العمر مش كتير أنا فعلا كبرت دماغي وعملت نفسي مش فاهم وقلت امي تتصرف زي ما هي عايزة واكيد انت عارف وموافق بس كان لازم اهتم واراعيهم واسد اللي امي قصرت فيه سامح اخوك الصغير يا يونس ولو عايز تسيبهم في مصر عشان توفر لهم قرشين اطمن أقسم بالله ما هغفل عنهم تاني وهيكونوا في رقبتي وده قسم هتحاسب عليه قصاد ربنا ووائل هعرفه ازاي ينشف ويعتمد علي نفسه مش هسيبه لامي تدلعه وتحل مشاكله زي الأول المهم ماتمشيش زعلان مننا عشان خاطري 
كيف يقسوا والقسۏة ليست في طبعه 
مهما حدث لا يساعه إلا أن يغفر لهم هم أهله واحبائه وبمثابة صغاره بسط ذراعيه يدعوه لعناق فتلقفه حسان بقوة وأسفه يغمر وجهه فربت عليه يونس خلاص يا حسان احنا اخوات مهما حصل والزعل راح لحاله أما رضوى والبنات انا هاخدهم معايا لأن لقيت ان مافيش حاجة تستاهل ابعدهم عني 
ثم مازحه وهو يبتعد عنه بس مش هسافر قبل ما تعملي عزومة رومي وبط ومحشي من بتاع زمان 
منحه ضحكة دامعه وقال من عيوني حالا هشتري الطلبات لمراتي وهتشتغل فيهم من دلوقت 
لا ياسبع خليها الجمعة يوم أجازتك انهاردة أخو مراتي عازمنا عنده يلا روح شوف رزقك ربنا يوفقك 
كاد ان يغادر لكنه استدار ثانيا يقول بجد مش زعلان يا يونس 
ابتسم رابتا علي كتفه كأنك مش عارفني 
أطيب قلب في العالم كله أنت الوحيد اللي طالع لابويا الله يرحمه اخدت كل حنيته وأخلاقه 
الله يرحمه يا حسان الله يرحمه 
يلا بقي روح لحالك وبالليل نتكلم 
ماشي يا اخويا 
بجد يابابا هنرجع معاك يعني خلاص مش هتسيبنا لوحدنا تاني 
ربت على رأس ابنته حفصة لا ياحبيبتي مش هسيبكم منين ما اكون هتبقوا معايا 
أبرار أنا فرحانة أوي يا بابا انك هتاخدنا عشان خاطري ما تسبناش لوحدنا تاني ابدا 
تنهد وطيف حزين غزى خياله وقال مټخافيش يا بنتي مش هيحصل روحي بقي نادي ماما وحفصة عشان ننزل نقعد مع تيتة وأعمامك شوية خلاص بكرة مسافرين 
حاضر هشوف خلصت رص الشنط ولا لسه 
ماما خلصتي بابا بيقولك يلا عشان ننزل لتيتة 
أنزلوا وانا هحصلكم
يا أبرار 
طب ما نستناكي 
لسه قدامي شوية قولي لبابا انزلوا انتم
ماشي 
ألتف جميعهم حول طاولة الطعام فصاحت والدتهم أستنوا أما رضوي تنزل ماتستعجلها يا يونس 
رنيت عليها وكنسلت شكلها نازلة 
غارت زوجة حسان من هذا الاهتمام المباغت بسلفتها بعد أن كانت

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات