الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية متزوجه

انت في الصفحة 22 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز

شيئا وإن فهمت فبإستطاعة بشرى التملص من أي شئلترمقها بشرى بدورها بحدةقبل ان تتجه للمنزلتحمد ربها

على عدم إنجابها الأطفالحتى لا ترزق بمثل هؤلاء الأشقياء أبدا فهي لا تستطيع أن تتحملهم مطلقا
تأملت رحمة نفسها فى المرآة فى هذا الفستان الأسود الأنيق والذى وجدته بين ملابسهابدت جميلة رغم قتامة لون الفستان وذلك الحزن الذى يغلف ملامحهافلم يمضى سوى أسبوعا واحدا على ۏفاة أختهاومازال الحزن عليها مشټعلا فى قلبهاأمسكت تلك الصورة الموضوعة على التسريحة محدثة صاحبتها فى عتاب وحنين
ليه بس عملتى فينا كدة ياراويةكانت حكايتنا خلصت خلاصليه جددتيهاوالمصېبة إن الحكاية معقدة أوىلا هو فكرته عنى ممكن أصلحهاو لا أنا هقدر أسامحه على اللى عمله زمان
لتتنهد مستطردة
ربنا يرحمك ياراوية ويسامحك
تركت الصورة ونظرت إلى عيونها المغروقة بالدموعفإلى جانب حزنها على فراق أختهاهناك ذلك القلق المسيطر على كيانها والخۏف من زواجها وإرتباطها بحبيب قلبها وخائڼه الوحيدترى كيف ستستطيع العيش معه دون أن ټخونها مشاعرها تجاههكيف ستستطيع السيطرة عليها كيف بحق السماء ستقاوم ضعفها تجاههوكيف ستحتفظ بسر أختها بعيدا فى عمق قلبها السحيقربما بتذكير نفسها بتخليه عنها بالماضى وتصديقه السوء عن أخلاقها ومشاعرهانعم بهذا فقط ستستطيع الصمودكلما وجدت نفسها تضعف ستذكرها بما حدث منه بالماضىفقط عليها الإنتباه لخطواتها وحسبليظهر التصميم على وجهها وهي تلقى نظرة أخيرة على نفسهاتمسك منديلها وتمسح به برفق دموعها دون أن تفسد زينتهاقبل أن
تغادر الحجرة إلى حيث إجتمع الجميع لعقد القران
كان يحيي يقف إلى جوار مراد يشعر بالتوترينتظر نزول رحمة حتى يعقد القران وينتهى من هذا الأمر يشعر لأول مرة فى حياته أنه يترك العنان لقلبه يتحكم بهويدع جانبا عقله الذى يرسل إليه جميع الإنذارات الحمراء يدرك لأول مرة بحياته أيضا أنه لا يفعل الصواب ولكن رغما عنه يقوم به والأدهى ان قلبه يكاد يطير فرحا بما يفعللدرجة أنه لم ينتبه لملامح أخيه العابسة والواقف إلى جواره بوجوملتتعلق عينيه فجأة بتلك الجميلة بل رائعة الجمال والتى تتهادى نزولا إليهم فى ثوبها الأسود الأنيق والذى أضفى جماله وبساطته إليها جمالا وأناقة ورقيقد تبدو الثقة على ملامحها ولكن وحده يحيي من يدرك أنها فى قمة إضطرابها وهي تمسك بيدها اليمنى تنورة فستانها تفركها بيدها دون أن تشعر ولكنه يراها ويشعر بحركتها التى لا تفعلها سوى وهي فى قمة التوتر والقلق
تسلطت عيونها عليه أثناء نزولها لتلاحظ ملامحه الجامدة ولكنها تعرفه جيدا لتدرك توتره من قبضتيه المضمومتين بشدة فهو لا يضمهما سوى فى حالتينالڠضب والتوتريبغى بضمهما تمالكا حديديا لأعصابه التى توشك على الإنفلاتإقتربت منه لتلاحظ وجود مرادفإبتسمت له فلم يرد إبتسامتهالتتجمد الإبتسامة على محياها ثم تختفى وهي تتجه نحوهما تتعجب من عبوس مرادولكنها كانت متوترة
فلم تلقى بالا لسبب عبوسهوقفت أمام يحيي ليومئ لها برأسه بهدوء فردت إيماءته بهدوء أيضاوكادا أن يتجها إلى المأذون لعقد القران حين إستوقفها صوت مراد وهو يقول بسخرية
مبروك ياعروسة
إلتفت كل من يحيي ورحمة يواجهانه لتتفحص رحمة ملامح مرادتتعجب من لهجته الساخرة وهي تقول بهدوء
الله يبارك فيك يامراد
إتسعت إبتسامته الساخرة وهو يقول
أخدتى زينة شباب عيلة الشناوي بس خدى بالك منه المرة دى وياريت ما يحصلش اللى قبله
إنتفضت رحمة على صوت يحيي القوي وهو يقول بصرامة
مراد
نظر مراد إلى أخيه ولثوانى تحدت عيناه عيني أخيهلترتخى نظرة مراد أمام يحيي وهو يشيح بوجههبينما أدركت رحمة أن مراد يحملها ذنب مۏت أخيه هشاموبالتأكيد يفعل أخاهليصاب قلبها پصدمة أخرى تضاف إلى قائمة صدماتها من عائلة الشناويويطغى الحزن على ملامحها لتفاجئ بكف يحيي الذى إمتد لكفها ليحتويه لتنظر إلى عينيه فأومأ لها برأسه لتشعر رغما عنها بشعور لم تشعر به منذ زمن طويلإنه يساندها كما كان يفعل دائما بالماضىلقد كان هو عضدها فى كل المواقف التى مرت بها مع أبناء العائلةومع أخويهكان الحامى لها والذى معه تشعر بالقوة لتتحدى من تسول له نفسه بمضايقتهاوها هو يعود ويساندهاولكن يظل الفرق كبير فلم تعد هي رحمة الماضىولم يعد هو أيضا يحياها
أوقفت بشرى سيارتهاتتعجب من أنوار المنزل التى مازالت مضاءةلتهبط منها وتغلقهامتجهة إلى باب المنزل المفتوح على مصراعيه لتزداد حيرتها عقدت حاجبيها بشدة وهي ترى رجلين أحدهما شابا فى اوائل الثلاثينات من عمرهوالآخر رجلا فى حوالى الخمسين من عمرهيرتدى بذلة كحلية ويحمل حقيبة جلدية فى يدهمغادرا

المنزل فى عجلة وهو يحادث أحدهم فى هاتفه قائلا
جاييين علطول ياماجد بيهإحنا خلصنا هنا خلاصمسافة السكة بس 
تجاهلتهما بشرى وهي تدلف إلى المنزل لتجدها تقف بجوار يحيي وعلى مقربة منهم وقف مراد بملامح متجهمةلتعود بنظرها إلى رحمة تتأمل فستانها الأسود الذى أضفى عليها جمالا أثار حقد بشرى خاصة وهي تلاحظ عيون يحيي التى تعلقت بهالتعقد حاجبيها بحيرة وهي تسمع روحية تقول بطيبة
مبروك ياست رحمةمبروك يايحيي بيه
إكتفت رحمة بإبتسامة هادئة بينما قال يحيي برصانة
الله يبارك فيكى ياروحية
قالت بشرى بحدة
ممكن اعرف إيه اللى بيحصل هنا فى غيابى
إلتفت
إليها الجميع فاستطردت
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 70 صفحات