رواية متزوجه
الحجرة تدلفها لتجد الهاتف محطما على الأرض ومراد جالسا على السرير مطرقا برأسه لتسرع إليه تجلس أمامه على ركبتيها قائلة فى قلق يعصف بكيانها
مالك يامرادفيك إيه
نظر إليها مراد بعيون زائغة وهو يقول
يحيييحيي هيتجوز رحمة النهاردة
عقدت شروق حاجبيها قائلة
يحيي أخوك هيتجوز بالسرعة دى بعد مراته الله يرحمها
تابع هذيانه قائلا
إزدادت حيرة شروق لتقول
ولما هي وصية المرحومة إيه اللى مزعلك بس يامراد
صړخ پألم
اللى مزعلنى إنه هيتجوز رحمة من بين كل البنات اللى فى الدنيامخترش غير رحمة يحبها ويتجوزها
نهضت شروق ببطئ تنظر إليه بتوجس قائلة بصوت شابه القلق
إنتبه مراد من صډمته ومرارته على سؤال شروق ليقول بتوتر
ممتفرقش
طبعازيها زي كل البناتبس يعنى كانت مرات أخويا هشاموإنتى عارفة كنت بحبه أد إيهومكنتش يعنى أحب مراته تكون لحد غيره
لم تشفى إجابته غليلها وبذرة الشك التى ذرعها فى قلبها لتقول بهدوء يخالف مشاعرها المضطربة والمستعرة بنيران الشك
قاطعها قائلا فى مرارة
بيحبها قلتلك بيحبها وهي بتحبهده مش جواز مصلحةده جواز حب
تأكدت شكوكها تماما الآنلېتمزق قلبها بشدةتشعر بۏجع ېقتلها ببطئلقد كانت تتعجب من عدم قدرة مراد على الوقوع بحبها رغم أنه لا يحب بشرى وبشرى لا تمنحه كل تلك المشاعر التى تمنحها إياه شروقتتساءل دومامن ذا الذى يقاوم سحر الحب والاهتمام من شخص دون ان يقع فى حبه إلا لو كان هذا الشخص مغرما بآخر بالفعلشعرت بآمالها ټنهاروبالكون يضيق من حولهاثم فجأةبلا شئوكأنه الفراغ يلفها داخلهتشعر حقا بالخواء الكامللتقول بنبرة خالية من الحياة
مست كلماتها قلبه وأشعرته بالذنبنعم فيحيي لو كان مكانه لفرح له من كل قلبهيحيي الذى أدرك أنه أحب رحمة من زمن وأخفى هذا الحبټعذب مثله كثيرا وربما أكثروهو يدرك أن أخواته يحبونها مثله ورغم أنها تحبه بدورهاإلا أنها لم تكن أبدا من نصيبهأدرك مراد الآن أن قصة حبهما تعود للماضى فحب بمثل تلك القوة لم ينشأ منذ أياموإذا عاد بذكرياته للماضى قليلا سيجد أن قصة حبهما كانت واضحة للجميع ولكن عشقه أعماه عنها ليتعجب مما حدث فى الماضى وقصة رحمة مع أخيه هشام ان كانت بالفعل أحبت يحيي ليشعر فجأة بالإرتياب وبأن ماضيهم به شئ خاطئ لابد وأن يدركه
لم ينتبه لبرودته وهي تقول
قوم يامرادقوم جهز نفسك وروح أقف جنب
أخوك فى يوم زي دهومتنساش إن الحب والجواز قدرقسمة ونصيب ملناش دخل فيهاقوم يامرادقوم
نظر مراد إليها ورغم المرارة فى قلبه إلا أنه وجد أن لديها الحق فى كلماتهايجب أن يكون بجوار أخيه فى يوم كهذاكما وقف بجوار هشام من قبلوليذهب عشقه الذى يؤذيه دائما إلى الچحيميجب أن يوأده تلك المرة فى قلبه للأبد حتى وإن كان بوأده سيقتل كل مشاعره ويوأدها بدورهالينهض بإنكسار ويتجه إلى الحمامتتابعه عينا شروق التى ما إن أغلق عليه باب الحمام حتى تركت لدموعها العنانتبكى عشقها الذى أدركت لأول مرة منذ أن شعرت بهأنه عشق يائسبلا أمل
أيوة ياست بشرىفيكى الخير واللهلسة فاكرة تكلمينى
قالت بشرى
إهدى بس يامجدى كنت هعمل إيه يعنى وهكلمك إزاي والعيلة دايما حواليةأنا اول ما عرفت أتهرب كلمتك علطول
زفر مجدى قائلا
وحشتينى أوىأوىإزاي بس هنت عليكى تسيبينى كل ده
إبتسمت بشرى قائلة
كل ده إيه بسده كل الموضوع ٣ أيام
قال مجدى بشوق وصورتها تتمثل أمامه
ال ٣ أيام دول عدوا علية كأنهم ٣ سنينإنتى مش عارفة بحبك أد إيه
قالت بشرى
لأ مش عارفةبس أحب أعرف طبعا
تنهد مجدى قائلا
تعالى بس وإنتى تعرفى
مطت بشرى شفتيها قائلة
الظاهر إنى فعلا هرجع يامجدى
قال مجدى بلهفة
بجد بجد يابشرى هترجعىلقيتى الحل
زفرت بشرى قائلة
لأملقتش حاجة وشكلى مش هلاقى أي حل طول ما أنا هناوالوضع بقى يخنقانا هرجع مصر وأفكر هناك براحتىوبعدين سايبة العقربة دى مع مراد ويحيي وخاېفة تأثر على حد فيهمغالبا هسافر النهاردة المغرب
قال مجدى وعيونه تلمع
هستناكى ياحبيبتى هستناكى
قالت بشرى بهدوء
مش هينفع نشوف بعض النهاردة يامجدىأنا هروح البيت وبكرة هشوفك أكيد
قال مجدى بإحباط
تمام يابشرىتمامهستناكى بكرة
أغلقت بشرى هاتفهاثم وضعته فى جيبها وهي تقول
والله فيك الخير يامجدى وحشتك وبتطمن عليةمش زي جوزى اللى معبرنيش ولو حتى بتليفون صغيروكأنه ما صدق
لتلتفت تنوى العودة إلى منزل الحاج صالح والإستعداد للسفرحين فوجئت بلبنى إبنة حامد الإبن الأكبر للحاج صالح ذات التسع سنواتوهي ترمقها بحدةلتشعر بشرى بتوقف دقات قلبها وهي تتساءل هل إستمعت تلك الشقية إلى حديثهالتعود وتنفض صډمتها وهي تطمئن نفسها بأن تلك الصغيرة لن تفهم