الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية متزوجه

انت في الصفحة 19 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز

يده ويرجعهم إلى خلف أذن رحمة بحركة بدت عفوية إلا أنها أشعلت النيران فى قلبيهما
 ترجعهما لذكريات مضتحين كانت خصلاتها تطير مع الرياحفيمد يحيي يده ويرجعهم إلى خلف أذنها ملامسا إياها بحنو كما يفعل هكذا الآن بالضبط  وتغيم عينيه بنظرة عاشق راغب وبالفعل كان يترجم حبه لها برقة وحنو
تركها فجأة وقبض على يده بقوة وهو يشيح بوجهه عنهامانحا إياها ظهره لثوان وتاركا إياها وسط فوضى من المشاعر والحيرةقبل أن يتجه بخطوات بطيئة للخارجولكنه توقف قبل أن يغادر تماماليلتفت إليها بجانب وجهه قائلا
ياريت تبقى تلمى شعرك وانتى مع هاشم لإنه بيحب شد الشعر أوىومش كل مرة هكون موجود
لم ينتظر ردها وإنما إبتعد مغادرالتجلس على سرير هاشم حاملة إياهوهي تمد يدها تضعها على خافقها المتسارع النبضاتتشك فى إمكانية أن تكون له زوجةوتلك الذكريات تحاصرها وتجذبها إليهبقوة
سمعت بشرى طرقات على باب حجرتها لتزفر بملل ثم تقول
إتفضل
دلفت سيدة فى العقد الخامس من عمرها تبدو الطيبة على ملامحها تحمل صينية وضع عليها طعاما لتنزل الصينية على الطاولة القريبة منها وهي تبتسم فى وجه بشرى
التى رسمت إبتسامة مزيفة على شفتيها وتلك السيدة تقترب منها وتجلس على السرير بجوارها قائلة فى طيبة
إزيك يابنتى دلوقتىبقيتى أحسن
أومأت بشرى برأسها قائلة 
الحمد لله ياست آمالجو الريف جميل أوى وفعلا حاسانى من يوم ما جيت هنا إتحسنت كتير 
ربتت السيدة آمال على يد بشرى قائلة 
ولسة كمان لما تاكلى أكلناوتقعدى معانا أكتر هتتحسنى يابنتىده انتى كنتى جاية وشك أصفر لون اللمونة بالظبطالحمد لله الدموية ردت فى وشك وبقيتى زي الفل
كادت بشرى أن تصرخ من كثرة كلام تلك السيدةتقول فى نفسها يالها من سيدة ثرثارة كيف أصمتها
لتكتفى بإيماءة بسيطة برأسها كإجابة وبإبتسامة باهتة حتى تمل آمال وترحل وبالفعل نهضت السيدة آمال وكادت أن تغادر ولكنها توقفت وإستدرات إلى بشرى قائلة
إنتى كشفتى يابنتى
عقدت بشرى حاجبيها قائلة
كشفت
أومأت آمال برأسها قائلة
أيوة فى البندر عند الدكتورةلتكونى حبلى
جزت بشرى على أسنانها وتمالكت أعصابها وهي تقول
ايوة كشفت ومفيش حاجة من الكلام ده خالصهم شوية برد وأنيميا وبالعلاج هبقى تماموبعدين أنا مش قلتلكم ان مراد مأجل موضوع الخلفة ده شوية
قالت آمال بإستنكار 
وليه بس يأجلهمش يفرح بضناه وهو فى عز شبابه ولا هيستنى لما يكبر وإنتى تكبرى ويبقى خطړ عليكى الخلفةساعتها بقى هيفكر يجيب عيال
كادت بشرى أن ټقتل تلك السيدة ولكنها تمالكت أعصابها وهي تقول 
لما هروح البيت هكلمه فى الموضوع ده ياست آمال
إبتسمت آمال قائلة
أيوة كدة يابنتىأوعى تسيبيه عايش كدة بالطول والعرضويسافر ويسيبك كل شويةإسمعى كلامى يابنتى من غير ما تربطيه بالعيال بيبقى جوزك مش جوزكالراجل من دول لو مربطتوش مراته بحتة عيلبيبقى سهل على أي حرمة تخطفه ويضيع منها وتبكى بدل الدموع ډم
لم تجيبها بشرى وهي تفكر فى كلام السيدة آماللتغادر آمال بهدوء بينما كانت بشرى شاردة فى كلماتها التى ذرعت بذور القلق فى قلبهاترى هل من الممكن أن تخسر مراد من أجل الأطفالهل من الممكن أن يتركها من أجل عدم إنجابهافربما عاد عدم

إهتمامه بها لإنه ادرك أنها أرض بور لا يمكنها أن تمنحه طفلاوريثا لهحتى أنه لم يهتم برحيلها ولم يحادثها ولو لمرة واحدة طوال وجودها فى هذا المكانلترفض هذا الإحتمال فهي تدرك أنه يحب تلك الفتاة الحرباءوإن تزوج سيتزوجها هيلتتسع عينيها فى صدمةماذا لو
لترفض أيضا هذا الإحتمال فرحمة تعشق يحيي ولن ترضى بمراد زوجا لهاولكن هي تزوجت هشام من قبل وقد كان أخيه أيضالذا من الممكن أن تتزوج مراد الآنلتنفض افكارها وهي تخبط رأسها بخفة قائلة 
أمال لو مكنتيش إنتى
اللى دبرتى كل حاجة عشان تجوزيهمإنتى نسيتى انها إتجوزته ڠصب عشان الڤضيحةالمهممن هنا لبكرة بالليل لو مقدرتيش تفكريلها فى مصېبة يبقى تلمى شنطتك وترجعى القاهرة يابشرى
لتبتسم براحة وهي تنهض تتجه إلى طاولة الطعام تنظر إليها بنهم وقد شعرت فجأةبالجوع
نظرت إليه مشتتة الذهن مضطربة القلب وهي تقول
ها
إتسعت إبتسامته وهو يكرر بنعومة قائلا
صباح الخير
تنحنحت لإجلاء صوتها الذى ضاعت نبراته وهي تقول
إحم صباح النور
رفع يدها وهو يقول
مكنتش أعرف إن الصباح معاكى حلو أوى كدةلو أعرف كنت قضيت معاكى كل صباح لية ياشروق
نظرت إليه شروق فى لهفة قائلة
بجد يامرادبجد الكلام اللى إنت بتقوله ده
لهفتهاتلك اللمعة فى عيونهاعشقها الذى يظهر فى نبراتهاكل هؤلاء أشعروه بالذنب تجاههافأقل كلمة منه ترضيهاوبينما هي تعشقههو لا يبادلها ذلك العشقبل يعشق أخرى بلا أملوتلك الأخرى تقف فى طريقهفلا هو قادرا على أن ينالها ولا هو قادر على المضي قدما فى حياته دونهاحتى بعد إدراكه لحبها لأخيه الأكبروالأدهى حب أخيه الأكبر لهامما يفقده الأمل فى إقترانهما يوماولكن يظل العشقعشقاليس بيدنا إختيار من نعشقولا نحن قادرين على نسيان معشوقنا حتى وإن أردنا النسيان بكل جوارجنا
طال صمته وهو يتأملها لتخبو فرحتها ويظهر الحزن على وجهها لتطرق برأسها وهي تقول
أكيد مش بجدإزاي بس هتقضى كل صباح معايا وأنا مجرد زوجة فى الخفابتجيلها تقضى معاها ساعتين
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 70 صفحات