رواية متزوجه
يده ويرجعهم إلى خلف أذن رحمة بحركة بدت عفوية إلا أنها أشعلت النيران فى قلبيهما
ترجعهما لذكريات مضتحين كانت خصلاتها تطير مع الرياحفيمد يحيي يده ويرجعهم إلى خلف أذنها ملامسا إياها بحنو كما يفعل هكذا الآن بالضبط وتغيم عينيه بنظرة عاشق راغب وبالفعل كان يترجم حبه لها برقة وحنو
تركها فجأة وقبض على يده بقوة وهو يشيح بوجهه عنهامانحا إياها ظهره لثوان وتاركا إياها وسط فوضى من المشاعر والحيرةقبل أن يتجه بخطوات بطيئة للخارجولكنه توقف قبل أن يغادر تماماليلتفت إليها بجانب وجهه قائلا
لم ينتظر ردها وإنما إبتعد مغادرالتجلس على سرير هاشم حاملة إياهوهي تمد يدها تضعها على خافقها المتسارع النبضاتتشك فى إمكانية أن تكون له زوجةوتلك الذكريات تحاصرها وتجذبها إليهبقوة
سمعت بشرى طرقات على باب حجرتها لتزفر بملل ثم تقول
دلفت سيدة فى العقد الخامس من عمرها تبدو الطيبة على ملامحها تحمل صينية وضع عليها طعاما لتنزل الصينية على الطاولة القريبة منها وهي تبتسم فى وجه بشرى
التى رسمت إبتسامة مزيفة على شفتيها وتلك السيدة تقترب منها وتجلس على السرير بجوارها قائلة فى طيبة
إزيك يابنتى دلوقتىبقيتى أحسن
أومأت بشرى برأسها قائلة
ربتت السيدة آمال على يد بشرى قائلة
ولسة كمان لما تاكلى أكلناوتقعدى معانا أكتر هتتحسنى يابنتىده انتى كنتى جاية وشك أصفر لون اللمونة بالظبطالحمد لله الدموية ردت فى وشك وبقيتى زي الفل
كادت بشرى أن تصرخ من كثرة كلام تلك السيدةتقول فى نفسها يالها من سيدة ثرثارة كيف أصمتها
إنتى كشفتى يابنتى
عقدت بشرى حاجبيها قائلة
كشفت
أومأت آمال برأسها قائلة
أيوة فى البندر عند الدكتورةلتكونى حبلى
جزت بشرى على أسنانها وتمالكت أعصابها وهي تقول
ايوة كشفت ومفيش حاجة من الكلام ده خالصهم شوية برد وأنيميا وبالعلاج هبقى تماموبعدين أنا مش قلتلكم ان مراد مأجل موضوع الخلفة ده شوية
وليه بس يأجلهمش يفرح بضناه وهو فى عز شبابه ولا هيستنى لما يكبر وإنتى تكبرى ويبقى خطړ عليكى الخلفةساعتها بقى هيفكر يجيب عيال
كادت بشرى أن ټقتل تلك السيدة ولكنها تمالكت أعصابها وهي تقول
لما هروح البيت هكلمه فى الموضوع ده ياست آمال
إبتسمت آمال قائلة
أيوة كدة يابنتىأوعى تسيبيه عايش كدة بالطول والعرضويسافر ويسيبك كل شويةإسمعى كلامى يابنتى من غير ما تربطيه بالعيال بيبقى جوزك مش جوزكالراجل من دول لو مربطتوش مراته بحتة عيلبيبقى سهل على أي حرمة تخطفه ويضيع منها وتبكى بدل الدموع ډم
إهتمامه بها لإنه ادرك أنها أرض بور لا يمكنها أن تمنحه طفلاوريثا لهحتى أنه لم يهتم برحيلها ولم يحادثها ولو لمرة واحدة طوال وجودها فى هذا المكانلترفض هذا الإحتمال فهي تدرك أنه يحب تلك الفتاة الحرباءوإن تزوج سيتزوجها هيلتتسع عينيها فى صدمةماذا لو
لترفض أيضا هذا الإحتمال فرحمة تعشق يحيي ولن ترضى بمراد زوجا لهاولكن هي تزوجت هشام من قبل وقد كان أخيه أيضالذا من الممكن أن تتزوج مراد الآنلتنفض افكارها وهي تخبط رأسها بخفة قائلة
أمال لو مكنتيش إنتى
اللى دبرتى كل حاجة عشان تجوزيهمإنتى نسيتى انها إتجوزته ڠصب عشان الڤضيحةالمهممن هنا لبكرة بالليل لو مقدرتيش تفكريلها فى مصېبة يبقى تلمى شنطتك وترجعى القاهرة يابشرى
لتبتسم براحة وهي تنهض تتجه إلى طاولة الطعام تنظر إليها بنهم وقد شعرت فجأةبالجوع
نظرت إليه مشتتة الذهن مضطربة القلب وهي تقول
ها
إتسعت إبتسامته وهو يكرر بنعومة قائلا
صباح الخير
تنحنحت لإجلاء صوتها الذى ضاعت نبراته وهي تقول
إحم صباح النور
رفع يدها وهو يقول
مكنتش أعرف إن الصباح معاكى حلو أوى كدةلو أعرف كنت قضيت معاكى كل صباح لية ياشروق
نظرت إليه شروق فى لهفة قائلة
بجد يامرادبجد الكلام اللى إنت بتقوله ده
لهفتهاتلك اللمعة فى عيونهاعشقها الذى يظهر فى نبراتهاكل هؤلاء أشعروه بالذنب تجاههافأقل كلمة منه ترضيهاوبينما هي تعشقههو لا يبادلها ذلك العشقبل يعشق أخرى بلا أملوتلك الأخرى تقف فى طريقهفلا هو قادرا على أن ينالها ولا هو قادر على المضي قدما فى حياته دونهاحتى بعد إدراكه لحبها لأخيه الأكبروالأدهى حب أخيه الأكبر لهامما يفقده الأمل فى إقترانهما يوماولكن يظل العشقعشقاليس بيدنا إختيار من نعشقولا نحن قادرين على نسيان معشوقنا حتى وإن أردنا النسيان بكل جوارجنا
طال صمته وهو يتأملها لتخبو فرحتها ويظهر الحزن على وجهها لتطرق برأسها وهي تقول
أكيد مش بجدإزاي بس هتقضى كل صباح معايا وأنا مجرد زوجة فى الخفابتجيلها تقضى معاها ساعتين