الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه أسرت قلبه للكاتبة سولييه نصار الحلقه الرابع و الحلقه الخامس

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الرابع قرار صعب 
ارتبكت مادونا وهي تنظر إلى صديقتها التي تنظر إليها بلهفة ...لهفة وكأنها متيقنة أن مادونا لن ترد اي طلب ...وستوافق مباشرة...كان قلب مادونا يعت صر وهي ترى نظرات رحيق اللامعة ...شعرت بالإختنا ق ...لم تعرف ماذا تقول !....تنهدت مادونا وأمسكت كف رحيق وهي تقول بلطف
انا لو دورت طول حياتي مش هيلاقي مرات أخ زيك ...لو بإيدي كنت جوزتك اخويا من غير تفكير ...

تجمدت الابتسامة على وجه رحيق وهي تسمع صديقتها لتزدرد مادونا ريقها وأكملت
اخويا مرتبط بواحدة وبيحبها وحتى كلم امي من اسبوع عشان يتقدم لها...أنا اسفة يا رحيق ....مقدرش أقوله لانه مش هيوافق وانا مش هقلل منك بالشكل ده ...أنا اسفة بجد يا رحيق ....
كانت تشعر رحيق وكأن أحدهما سكب ماء بارد عليها ...شعرت في تلك اللحظة أنها ر خيصة للغاية.
..شعرت بالإها نة ...أخفت دموعها بمهارة وهي تحاول أن تخرج صوتها بشكل طبيعي لا مرتجف ولا مهتز وقالت
محصلش حاجة يا مادونا ...أنا بجد غلطت اني عرضت ده ...أنا بس من ق هري من كلام الناس مفكرتش بشكل سليم ...أنا بجد اسفة ....
نظرت إليها مادونا بشفقة ..لتقول رحيق بصوت مخټنق 
متشفقيش عليا...عشان خاطري متجر حيش مشاعري وتشفقي عليا يا مادونا ....متبقيش أنت كمان عليا 
ربتت مادونا على كفها وقالت
هتلاقي اللي يحبك يا رحيق ...هتلاقي واحد يحط العالم كله تحت رجلك ...واحد هيعوضك عن كل اللي عشتيه بس اصبري ....
ابتسمت بحزن وقالت 
مظنش أن ده هيحصل ...الحمدلله على كل حال ...
تنهدت مادونا بحزن وهي تدعو داخلها ان تجد رحيق من يقدرها ...
أنهت رحيق اخيرا عملها وودعت مادونا ثم كادت أن تذهب في حال سبيلها الا ان أستاذة وفاء وهي إحدى المدرسات المسنات الاتي يعملن مع رحيق في المدرسة اوقفتها وهي تقول 
رحيق يا بنتي ...
ابتسمت رحيق بمودة فهي تحترم تلك السيدة وقالت 
ازاي حضرتك يا ميس وفاء ...حضرتك كويسة !واخبار ريهام بنت حضرتك ايه !والكل كويس 
ابتسمت وفاء. هي تنظر لتلك الفتاة الطيبة وهي لا تعرف كيف تبدأ معاها الحديث ...لا تريد أن تجر ح مشاعرها ولكنها تحاول مساعدتها بكل الطرق ...رغم معرفتها ان ما ستقوله لن يناسبها ابدا ولكن فلتحاول
الحمدلله يا بنتي ...بقولك ايه أنا محبتش اكلمك في الموضوع ده من قبل عشان متتحسسيش مني لكن سامحيني أنا سمعتك بتكلمي مادونا عشان اخوها والله ما اقصد اتسمع يا بنتي سمعت الحوار صدفة حتى موقفتش ومشيت علطول لأن مش من أخلاقي 
أطرقت رحيق برأسها فقالت وفاء
لا لا يا بنتي متتكسفيش ولا حاجة ...أنا لو تسمحيلي ممكن ارشحلك عريس...وممكن لو حصل بينكم قبول ربنا يتمم على خير ...بس فيه مشكلتين ...
واللي هما !
قالتها بتوجس ...
فركت وفاء كفيها وقالت
انه مبيخلفش ...والتانية أنه قرب يبقى عنده خمسين سنة ...
شحب وجهها من تحت النقاب لتربت وفاء على كفها وتقول 
ليكي الحق ترفضي اكيد يا بنتي أنا مش هجبرك ولا اقول انك لازم توافقي ...بالعكس شايفة الموضوع مناسب ليكي وافقي ....لو لا ارفضي بكل بساطة وانا مش هفتح الموضوع ده تاني 
تنهدت هي وقالت 
هفكر وابلغك بالموضوع يا مس وفاء ...عن إذنك ...
ثم ذهبت بحزن وتركتها ....هل يمكنها أن تتخلى عن الكثير في سبيل أن تتزوج وتخر س فاه من يتحدث عنها ...
سيف مش كده !
قالتها بنبرة جامدة ....نبرتها كانت باردة كبرود عينيها الزرقاء التي ترمقانه من تحت نقابها ...وكأن عينيها خلقت بلا مشاعر ...
ارتبك سيف من تلك النبرة ...ارتبك من نظراتها ...رغم النقاب الذي يخفي وجهها الا انه يكاد يقسم انه يرى كر ه بعينيها لم يراه من قبل وكأنها لا تطيقه....ازدرد ريقه وهز رأسه قائلا
ايوة سيف يا مياس ....
مد كفه وقال
اهلا بيك يا بنت عمي ...نورتي بيتنا بروحك الحلوة يا مياس أنا لسه فاكر لما كنا صغيرين وبنلعب سوا 
نظرت إلى كفه الممدودة ببلادة وقالت 
سوري مبسلمش ...وللاسف أنا مش فاكرة حاجة من اللي أنت بتقوله 
سحب كفه بسرعة وقال وهو يخبي احراجه
لا ولا يهمك أنا اللي اسف ....نورتي بيتنا ....
لم تعقب بل نظرت إلى عمها وقالت
فين اوضتي عايزة ارتاح شوية ...
هز جلال رأسه وهو ينادي على مدبرة المنزل ...
اتت سيدة كبيرة في السن ..ترتدي حجاب اسود ...ابتسم جلال بلطف وقال
لو سمحتي يا أم هلال ودي مياس أوضتها عشان ترتاح ...
هزت رأسها وقالت بحبور 
أمرك يا بيه ...
ثم اقتربت من مياس وقالت
يا أهلا ببنت الغالي ..اهلا....يالا يا حبيبتي تعالي معايا ...
ثم كادت أن تحمل حقيبة مياس إلا أن مياس اوقفتها وهي تقول 
لا أنا هشيل شنطتي بنفسي لو سمحتي ...
هزت أم هلال رأسها وحملت مياس حقيبتها وهي تتبعها للأعلى ...
بعد أن اختفا...اقترب سيف من والده وقال
هي جات هنا بإرادتها ولا أج برتها يا بابا ...هي مش طا يقاني ...
تنهد جلال وقال
لا يا سيف جات بإرادتها ...بس الحقيقة فعلا انها مبتحبناش...واحنا دورنا نخليها تحبنا ....
هز سيف رأسه بدون معنى وقال
عن أذنك أنا طالع....
برضه هتروح للشلة بتاعتك تغني لحد الصبح ...
نفخ سيف بضيق وقال
يا بابا لو سمحت النهاردة اجازتي من الشركة على الأقل اقضيه بالطريقة اللي أنا أحبها ...أنا اتنازلت عن حلمي في الغنا عشانك بس على الاقل سيبني افك عن نفسي ...
ربت جلال على كتفه وقال 
روح يا ابني ...روح ...
أغلقت مياس باب غرفتها ثم اتجهت مسرعة نحو المرآة وغطتها جيدا ثم خلعت نقابها وهي تتنهد بتعب ثم بدأت بإفراغ حقيبتها ...
بعد قليل ...
كانت تتلمس المنامات الخاصة التي احضرتها لزواجها ....مع كل قطعة تشتريها كانت ترسم احلام عن زواجها وعن تلك الأيام السعيدة التي سوف تعيشها مع عمر ...ولكن كل أحلامها تد مرت ...
تساقطت الدموع من عينيها وأخذت تشهق پعنف ...قلبها يؤ لمها ...لماذا يحدث معها هذا !! لماذا...لماذا هي من تعاني ....
كانت تريد أن تصر خ ...تهد م العالم ...تمنت أن تذهب لعمر الآن وتصر خ به لماذا تخلى عنها ...لقد أخبرها مرات أنه يعشقها ...فكيف كل كلماته كانت كذ ب ...كيف يكون بتلك القسو ة ...يح طم قلبها ويذهب ...لقد خ سرت الكثير ...خ سرته هو وخالتها ووالداها...والآن هي لا تنتظر إلا أن ...لا يمكنها أن تعيش وروحها قد داخل جسدها ....قلبها تجمد ......الحياة مع روح مي تة وقلب متجمد چحيم هي لا تستطيع تحمله ....
وضعت ملابسها بسرعة فى الخزانة دون أن تفكر في شئ كانت تريد اغلاق عقلها عن كل شئ ...لا اريد أن تفكر ...لا تريد أن تتأ لم ...لتحافظ على قلبها جامد ...هي ستنسى عمر ...ولن تحب مجددا....لن يمتلك قلبها رجلا أبدا!!
انا جيت ...
قالها سيف بصخب كعادته وهو يلج للفيلا الراقية والتي يملكها أحد أصدقاؤه ....ابتسم ريحان. قال
شرف النجم ....جهز نفسك يالا كلها ساعتين والحفلة تبدأ ....عايزين نو لع الدنيا...
ابتسم سيف وهو يتناول منه الغيتار ويبدأ يعزف عليه. ....
وأخيرا بعد ساعتين 
وقف على المسرح وهو يعزف لمعت عينيه الزرقاء وهو ينظر لتلك الفتاة التي أتت

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات