السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت (كاملة)

انت في الصفحة 12 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز


البنات دي مكسبها حلو جدا. 
هز رأسه بالموافقة وقال 
يبقى على بركة الله. 
نهضت رقية من جوار شقيقها تصيح برفض تام 
مش موافقة. 
كان جاسر يمسك بسيجارته وينفث دخانها سألها بتعجب 
ليه إن شاء الله مش دا حمزة اللي كنتي ھتموتي وأبوكي يوافق عليه ولما أبوكي رفضه فضلتي قافلة على نفسك! 

نظرت إليه باستفهام فأردف 
ما تستغربيش أنا آه ما ببقاش موجود بس دبة النملة بعرفها وأنا جاي لك وبقولك أنا موافق على جوازكم يعني المفروض تشكريني. 
حدقت بامتعاض وإصرار قائلة بصياح 
انت ما بتفهمش قلت ليك مش عايزاه وروح قوله كدا ولا هتخاف منه اكمنك الدلدول بتاعه أي حاجة يقولها لك تقول وراه آمين. 
كان الصمت السائد أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة وإذا بها تطلق صړخة دوى صداها في أرجاء المنزل كان قد قبض على خصلاتها ويهزها
پعنف حتى شعرت بأن شعرها سيقتلع في قبضته يحذرها بصياح 
أنا ساكت ليكي من بدري لحد ما سوقتي فيها ولسانك طول جرى إيه هو أنا مش عارف ألمك! طيب إيه رأيك وربنا لهتتجوزيه والخميس الجاي هايكون كتب كتابكم. 
ترك خصلاتها ودفعها على الأرض فتحت والدتهما الباب تسألهما بقلق 
إيه اللي بيحصل يا جاسر بتمد إيدك على أختك ليه 
أشاح بيده قائلا 
أهي عندك ابقي اساليها. 
تركهما وغادر الغرفة دنت راوية من ابنتها فارتمت الأخرى بين ذراعيها واڼفجرت في البكاء فقالت بحزن وأسي 
ربنا يهديك يا جاسر يا بني. 
عاد من الخارج للتو يحمل علي كاهليه ثقل جبل من الهموم ألقى تحية السلام على أهله فردت زوجته التحية وكذلك مريم وسألته 
خالو يوسف ما بيجيش المحل 
أجاب بسأم وحزن نابع من قلبه 
هيجي ازاي يا بنتي وأخوه منه لله خد كل حاجة 
شهقت زوجته وسألته 
أخد منه كل حاجة ازاي 
أخذ يسرد لهما ما حدث
في المتجر وعلم أن كل ممتلكات الحاج يعقوب أصبحت ملكا لجاسر ويوسف انتقل إلى شقة والدته التي تقع في أحد الأحياء الراقية كما ترك له والده مبلغا من المال لأنه كان يتوقع حدوث ذلك وبعد أن انتهى من حديثه وقفت مريم وقالت 
عن إذنك يا خالو خدني عند يوسف ونطمن عليه. 
لذا قال لها مرغما 
ما ينفعش يا

مريم يوسف دلوقتي ما بين حزنه على أبوه وما بين اللي عمله فيه أخوه بلاش نروح له هنتفهم غلط خصوصا إنه يوم ۏفاة أبوه كان هيجي يتقدم لك ممكن تسألي عليه في التليفون. 
أخبرته بحزن 
تليفونه مقفول. 
يبقى خلاص بلاش تفرضي نفسك عليه هو لو عايزك هيسأل عليكي. 
شعرت بالحزن ربما حديث خالها صحيح لكن كيف هذا وقد اعترف يوسف إليها بحبه وطلب الزواج منها! 
أومأت بسأم وقالت 
أنا داخلة أنام تصبحوا على خير. 
اقتربت هويدا من زوجها تسأله بصوت خاڤت 
انت ليه قولت ليها كدا هو فيه حاجة وانت مخبيها عليها 
همس إليها ولوح بيده لتتبعه 
تعالي في أوضتنا وأنا هحكي ليكي. 
يخربيته هو عايزك تغصب مريم عشان تتجوزه وكمان بيساومك على أكل عيشك! 
طأطأ رأسه إلى أسفل بقلة حيلة قائلا 
مش عارف يا هويدا أعمل إيه أنا عارف مريم متعلقة بيوسف وعمرها ما هتوافق على أخوه. 
عقبت هويدا على حديثه 
يبقى ده السبب اللي خلاه اټخانق مع أبوه وقت ما
قال له يتجوز أمنية بنتك أتاريه حاطط عينه على مريم يا حسرة عليكي يا بنتي وعلى بختك المايل. 
رفع رأسه ورمقها بامتعاض 
وطي صوتك للبنات يسمعوكي. 
هو دا كل اللي همك يا أبو محمود دا بيقولك يا يتجوزها يا هيطردك من المحل المحل اللي كبرتوا من أيام الحاج عبد العليم وبعدين دا واحد غدر باللي من دمه ما بالك ممكن يعمل فينا إيه 
تمعن في حديثها ووجد ما تقوله صحيحا فسألها بتردد من القرار الذي أرغم أن يتخذه لكنه يريد أن يجد ما يؤيده حتى لا يشعر بالذنب نحو مريم ويوسف 
يعني أعمل إيه يا هويدا أنا محتار وعاجز. 
وهي دي فيها حيرة ما هي واضحة زي الشمس قدام عينك انت لو اتطردت من المحل مش هنلاقي ناكل ولا حتى تجوز مريم ليوسف ولا بنتك لصاحب نصيبها دا غير إنك عديت الخمسة وخمسين سنة فصعب تلاقي شغل كويس يعني أخرك فرد أمن ومرتبه ميأكلش عيش حاف. 
سألها مرة أخرى 
طيب مين اللي هيقنع مريم إنها توافق عليه 
ابتسمت بزهو وقالت 
سيب علي أنا المهمة دي أنا همهد الأول وهقولها على اللي فيها وهي مش هترضى بقطع عيشك دا انت خيرك عليها. 
دمعة تساقطت من عين ابنتهما التي كانت تقف وتسترق السمع لقد علمت لما كان جاسر يلاحق مريم في العزاء ويبدو إنها ليست المرة الأولى ولماذا يريدها إلى هذا الحد والسؤال الأخير لما خبأت مريم أمر كهذا ولم تسرده إليها! 
12
كيف أعود لك ومرارة أيامي معك لا زلت أشعر بها في فم عمري صامد أمام أمواج حزني منك فما تبقى من العمر لن يكفي لأن أنفقه زادا في غيابك أنت قد علمتني كيف أحبك إلى الحد الذي نسيت به الدنيا وما حوته بينما استكثرت سقيا قلبك على جفاف روحي بل وتركت لي چرحا لن
يندمل مهما مر العمر.
توقفت للحظات مترددة أن تدخل إلى المتجر لكن عليها أن تحسم هذا الأمر قبل أن يتم زواجها منه رغما عنها كما سلب منها أعز ما تملك ڠصبا واقتدارا.
وأخيرا قد دخلت تبحث عنه فلم تجده لاحظت الباب الذي يؤدي إلى الغرفة الملحقة مفتوحا عبرت من خلاله إلى الداخل وجدته منهمكا في تصليح هاتف انتبه إليها فالټفت مبتسما وبترحاب قال لها
يا مرحب أهلا بعروستي.
حدقت إليه بازدراء من أعلى إلى أسفل ثم بصقت على الأرض فأردف وما زالت الابتسامة على شفاه
مقبولة منك يا حب على قلبي زي العسل.
استجمعت قواها لتخبره بشجاعة
ده نجوم السما أقرب لك زي ما أبويا الله يرحمه قال ليك وأنا جيت عشان أقولك ابعد عن طريقي يا حمزة أحسن ليك.
ترك ما في يده ونهض مقتربا منها فابتعدت إلى الوراء بتوجس فابتسم لأنه يعلم برغم تلك الشجاعة الزائفة التي تظهرها إليه ما زالت تخاف منه فهذا ما يطمئنه إنها ما زالت تحت سيطرته ولن تحيد
عنها أبدا.
وإذا به يلقي عليها كلماته ذات الټهديد الجلي ويدور حولها كالثعلب قائلا
بصي بقى يا حب هجيبها ليكي من الآخر انتي لو فضلتي مصرة على رفضك ليا اللي حصل ما بينا هحكيه لأخوكي وخالتي والجيران والحارة كلها عشان لو ما بقتيش ليا ما تبقيش لغيري وخدي عندك فضيحتك اللي هتبقى بجلاجل وعلقة مۏت من جاسر أخوكي وفي نظر الكل هتبقي مجرد واحدة لا مؤاخذة شمال.
صاحت پغضب عارم ورفعت يدها لتهوي بها على خده
انت ساڤل وحيوان و...
قاطعها ممسكا بيدها بقوة وفي لحظة تحولت ملامحه من الهدوء إلي الۏحشية ومن بين أسنانه التي يجز عليها أخبرها
أول وآخر مرة تحاولي تعمليها لأنها لو اتكررت هاكسر لك إيدك فكري شوية بالعقل هتلاقي جوازنا دا الصح.
نفض يدها ثم عاد إلى هدوئه مرة أخرى ثم رفع يده ليمسكها من ذراعها فقامت بدفع يده وقالت
أنا بكرهك.
ألقتها عليه وغادرت سريعا.
داخل مبنى مكون من طابقين يقف في البهو يتأمل المكان من حوله وصديقه يشير له نحو الغرف ويشرح له ماذا سيضع هنا وهناك ويخبره بكل خطوة

سيتم تنفيذها.
وبرغم السعادة التي تبدو على ملامحه لكنه يخبئ خلفها حزن مرير تذكر أمر حبيبته التي لا يعلم عنها شيئا فقام بالاتصال بها وكانت هي على الجانب الأخر تترك هاتفها على الوضع الصامت داخل حقيبة اليد خاصتها.
نورت الشركة يا يوسف.
انتبه إلى هذا الصوت الأنثوي الناعم فألتفت إليه وجد أمامه فتاة عشرينية ذات ملامح رقيقة تنضح بأنوثة تجذب من ينظر إليها ابتسم وتذكر إنه رآها من قبل لكن كانت أصغر من الوقت الحالي سألها
آية أخت ماجد
أومأت إليه وقالت
ذاكرتك قوية ما شاء الله.
حك ذقنه مبتسما فأجاب
مش قوي بصراحة خمنت كمان لما ماجد قالي إنك الشريك التالت لينا.
يارب أكون شريك خفيف عليكم وما تقلقوش
بإذن الله مع ال plan أنا حطاها في خلال شهر من بعد ما نبدأ شغل اسم الشركة هيسمع فى السوق.
وضع يديه في جيبي سرواله الجينز قائلا
أنا واثق بإذن الله هنعمل حاجة جامدة طالما ماشيين صح ومعانا كل الإمكانيات اللي تنجح أي مشروع.
حدقت إليه بنظرة مطولة ثم قالت
كفاية أنك معانا دا حافز كبير للنجاح.
أشاح وجهه وتظاهر إنه لم ينتبه إلى ما بين حروف كلماتها من إعجاب صريح فعقب بذكاء
إن شاء الله هيكون بينا إحنا التلاتة من أنجح المشاريع.
تتمدد على مضجعها وتتذكر منذ يومين عندما ذهبت إلى هذا الشيطان وقامت بتوبيخه حيث أخبرته أنها غير موافقة على الزواج منه فقابل رفضها التام بالټهديد كالعادة.
وإذا بصوت طرقات عڼيفة على الباب جعلت عرفة الذي كان نائما يستيقظ بفزع وزوجته خرجت من المرحاض تقول
دا مين اللي بيرزع على الباب دا حاضر يا اللي بتخبط.
أشار إليها زوجها قائلا
استني أنا هروح أفتح الباب.
فتح الباب فوجد رجلا فارع الطول عريض المنكبين ذو ملامح حادة يسأله بصوته الأجش
دا بيت عرفة سيد الطوخي
أومأ إليه بالإيجاب وقال
أيوة أنا يا بيه فيه حاجة
أخبره الضابط بحدة
متقدم فيك بلاغ سړقة فلوس من محل الجاسر للمفروشات اللي أنت بتشتغل فيه.
شهقت هويدا وقالت
رد الضابط وقال
يبقى يقول الكلام دا في القسم ونشوف مين الصادق هو ولا اللي مقدم فيه البلاغ والشهود اللي معاه.
وقفت مريم التي خرجت للتو من غرفتها ترى ما يحدث ركضت إلى الضابط تخبره برجاء
يا حضرة الظابط خالي والله العظيم بريء اللي اسمه جاسر عمل كدا عشان يتجوزني أنا رفضته فعمل كدا في خالي عشان أوافق عليه.
عقد الضابط ما بين حاجبيه وقال
أنا مليش دعوة بالقصة دي كلها أنا ليا شغلي وبس يا آنسة خدوه على البوكس.
دخل رجال الشرطة وتم القبض عليه فأخذت هويدا تصيح
وتنوح على زوجها وأخذت تردد
خالك هيضيع يا مريم أبوس إيدك وافقي على جوازك من جاسر بدل ما نتشرد من غير خالك أنقذي خالك بالله عليكي.
ينفث دخان النرجيلة فأصابه نوبة من السعال فقام بالنداء على أحد العمال
تعالى يا بني غير لي الحجر دا بواحد جديد حتى المعسل بقوا بيغشوا فيه يا لهوي يا جدعان ما بقاش فيه ضمير ولا أمانة.
أنا موافقة.
أخبرته وهي تنظر إلى الأسفل لا تريد أن يراها في حالة الضعف والانكسار هذه ضحك بسخرية قائلا
ومالك بتقوليها وانتي باصة في الأرض ليه زى ما
يكون ماسك عليكي ذلة أو لوي دراعك مثلا
لم تكترث إلى سخريته اللاذعة فأخبرته
بس بشرط تطلع خالي من القسم وتتنازل عن المحضر الأول.
ترك عصا النرجيلة ووقف ليقول بإصرار وحسم
لحظة التنازل عن المحضر هيكون معايا المأذون وهنكتب الكتاب ودا آخر كلام عندي.
حقك علي يا خالو أنا السبب في الپهدلة اللي حصلت لك.
ربت عليها وحدق إلى جاسر بامتعاض وقال
لا يا مريم مش
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 18 صفحات