رواية متزوجه
انت في الصفحة 1 من 70 صفحات
الفصل الأول
فجأة تلاشت من بين يديه وكأنها لم تكن فى منذ ثوانإنتفض يبحث عنها بعينيه وعندما لم يجدها صړخ بإسمها فى لوعةليحيره صوت يأتيه من بعيد هل هو صوتهالا إنه ليس بصوتها أبداولكنه وعلى الرغم من ذلك صوت يعرفه جيدا إنه صوت راوية والتى كانت تقول بقلق
يحييفوق يايحيي
فتح يحيى عيناه ببطئ ليجد عينا راوية فى مواجهته وهي تنظر إليه فى حزن إمتزج بالقلق لقد بات يعرف تلك النظرة جيدا فقد باتت تتكرر مؤخرا بشكل أشعره بالذنب ليشيح بعينيه عنها وهو ينأى بجانبه مانحا إياها ظهره ليتمالك نفسه التى ضاعت فى عشق أخرىمسببا الألم لكليهمافقد أدرك فى الآونة الأخيرة أن راوية تعلم بأن قلبه مشغول بسواهاربما لا تعلم من هي ولكنها متأكدة من وجودها فى قلب زوجها قلب يحيي الذى يأبى أن ينساها رغم مرور كل تلك السنوات على فراقهماورغم انه لم يرها خلالهم ولو لمرة واحدة ولكنه لم يستطع إخراج صورتها من خياله ولا عشقها من قلبه رغم محاولاته المستميتة لفعل ذلك
يحييإنت كويس
تجمد جسد يحيى تحت يدها لثوان قبل أن يلين قائلا
أنا كويس يا راوية متقلقيشده مجرد كابوس وفقت منه خلاص
ليلتفت إليها ثم يمسك وجهها بين يديه طابعا خفيفة على جبهتها قائلا
إرجعى نامى إنتى وأنا هقوم آخد شاور وألبس عشان إتأخرت على الشغل
ثم تركها ناهضا ومتجها إلى الحمام ليتوقف فى جمود على صوت راوية وهي تقول بتردد
كلمتها يايحييكلمت رحمة
أجابها دون أن يلتفت إليها قائلا بجمود
إنتى لسة مصممة ياراوية إنها تيجى هنا من تانى
قالت راوية بحزم
أيوة يايحييأنا مصممةقلتهالك كتيرليه مش قادر تفهمنى
إنتى عارفة إنى مش حابب وجودها هنا فى البيت معانا وعارفة السبب
قالت راوية برجاء وهي تتجه بضعف إلى يحيي وتقف قبالته
إسمعنى بس يايحييرحمة ملهاش ذنب فى مۏت هشام ولازم كلكم تفهموا دهرحمة مش ممكن تكون السبب فى مۏتهانتوا كلكم ظالمينها
نظر يحيي إلى عيون راوية قائلا فى برود
رحمة انتهت بالنسبة لنا كلنا من زمان ياراوية من قبل حاډثة هشام ولا نسيتى
sy
أطرقت راوية برأسها فى حزن ليزفر يحيي وهو يمد يده إلى ذقنها يرفعها لتتقابل عينيها الدامعتين مع عينيه ليقول هو بحنان
لو مصممة بجدفأنا هبعتلها حد يبلغها رغبتك فى إنك تشوفيها ياراوية أنا أهم حاجة عندى إنى مش عايز أشوفك زعلانة تانى ولا عايز أشوف فى عنيكى دموعمفهوم
يحيي
نظر إليها متسائلالتقول پألم ظهر فى نبرات صوتها وعيونها التى غشيتها الدموع
ياريت بسرعة مبقاش فيه وقت
أنا غلطها زمان وكلنا دفعنا تمنهايشهد ربى إنى كنت بټعذب كل يوم بسبب الغلطة دىبس خلاص لازم أصلحها ويارب أقدر أصلحها قبل فوات الأوانيااارب
قال مراد بنبرة حاول أن يجعلها طبيعية قدر الإمكان
هتخليها تيجى بجد يايحيي
نهض يحيي وإلتف حول مكتبه ليقف أمام النافذة يتطلع إلى الخارج قائلا فى جمود
مكنش أدامى حل تانى أنا أكتر واحد مش حابب إنى أشوفها أدامى من جديدبس راوية طلبت منى إنها تشوفها كتير وأنا ماطلت أكترومبقاش فيه وقت زي ما قالتوأنا خاېف
خاېف من إيه بس
ابتلع يحيي ريقه بصعوبة وهو يلتفت مواجها عينا أخيه ومستطرد فى ألم
خاېف يامرادخاېف أندم بعد كدة إنى حرمتها من إنها تشوف أختهايمكن للمرة
الأخيرة
مزقت نبرات يحيي الحزينة نياط قلب مرادليربت على كتفه قائلا بعطف
شايل كتير ياأخويا جوة قلبكومضطر تشيل أكتروللأسف مش بإيدى حاجة أقدر أخفف بيها عنك
تمالك يحيي نفسه وهو يرى نظرة الشفقة فى عيون أخيهليربت على يده الرابضة على كتفه قائلا بهدوء
أنا كويس يامرادمتقلقش علية
ثم إبتعد متجها إلى مقعده خلف مكتبه ليجلس عليه قائلا
المشكلة دلوقتى فى وجودها هنا معانا تحت سقف بيت واحد والمشاكل اللى هتيجى من وراها
عقد مراد حاجبيه قائلا
قصدك إيه
تراجع يحيي فى مقعده وهو ينظر إليه نظرة ذات مغزى قائلا
يعنى مش عارف يامراد أقصد إيه
ظهر التوتر على محيا مراد ليقول بإرتباك
لو قصدك يعنىالموضوع القديم دهيبقى إنسىومتقلقش خالص أنا نسيت رحمة
من زمان ومبقتش فى دماغى أساسا
رفع يحيي إحدى حاجبيه قائلا
متأكد يامراد
ظهر التوتر أكثر على ملامح مراد ليقول بعصبية
طبعا متأكدمن يوم ما بقت رحمة مرات هشام والموضوع ده إتقفل بالنسبة لى يا يحيي
تنازعت يحيي مشاعر ثائرة هزت كيانه مابين غيرة وألم وندم وشعور يستقر فى أعماقه إنه شعور عميق بالخېانة تجاه إخوته ولكنه قال بهدوء لا يعكس تلك المشاعر
بس هشام ماټ يامرادو
قاطعه مراد قائلا بحزم
بالنسبة لى هيفضل عايش العمر كله هشام مش بس كان أخويا الأصغر منىلأ ده أخويا اللى ربيته على إيدى و مستحيل أخون ذكراه مهما حصل وأقرب لمراتهده غير إنى متجوزوياريت منفتحش الموضوع ده تانى يايحييمتندمنيش إنى قلتلك على مشاعرى فى لحظة ضعفرحمة بالنسبة لى دلوقتى مش أكتر