السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائف الحديدي

انت في الصفحة 10 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز

بيه انا مش كده انا لحد دلوقت مش عارفة ازاى قدروا يفكروا فيا بشكل ده
لم ينطق رائف بكلمة يضيق ما بين حاجبيه بتفكير وشرود للحظات مرت عليها كالدهر حتى تحدث اخيرا يسألها باقتضاب
هو ده بقى السبب اللى خلاكى تجرى تعيطى بالشكل ده
اومأت براسها بذنب تهمس
ڠصب عنى بس اوعدك حضرتك دى هتكون اخر امر هعمل كده
نهض رائف من مقعده قائلا بهدوء
من ناحية هتكون اخر مرة فدى فعلا هتكون اخر مرة
اتسعت عينيها بړعب تسرع بالنهوض خلفه تلحق به تمسك بذراع بذلته توقفه قبل يتوجهه الى مكتبه هاتفة بړعب وخوف
ارجوك يا رائف بيه صدقنى دى اخر مرة هتحصل ولو سمعت ايه بعد كده من اى كان مش هتحرك من مكانى بس ارجوك انت متعرفش انا
محتاحة شغلى ده اد ايه
انا ممكن كده اطرد من بيتى
ضاقت عينيه يسألها باهتمام
تطردى من بيتك ليه 
اخفضت زينة راسها تهمس وهى مازالت ممسكة بذراعه كما لو كانت تستمد منها قوتها قائلة بحزن
قبل مابابا وماما يموتوا اتكسر عليهم ايجار كذا شهر وانا المفروض اللى ادفعهم والا صاحب البيت هيخرجنى برة الشقة
ساد صمت قاټل بعد حديثها هذا قاومت خلاله دموعها من السقوط امامه فيكفيها ذل ما حدث حتى الان فلن تزيده بجعله يرى دموعها ايضا
سمعت صوته الهادىء ينادى باسمها فرفعت اليه وجهها بتساؤل ليحدثها برقة
كما لو كان يحدث طفلة امامه
سيبى دراعى يا زينة
نظرت اليه بتساؤل عدة ثوانى لاتدرى عن ماذا يتحدث حتى اشار هو بحاجبيه ناحية يدها المتشبثة بقوة بذراعه لتشهق تبعد يدها عن ذراعه سريعا كما لو كانت ڼار لسعتها ليبتسم هو بضعف حين راى خۏفها هذا يتجه ناحية مكتبه مرة اخرى يجلس فوق مقعده ومازالت على شفتيه تلك الابتسامة تراه يتناول الهاتف مرة اخرى يتحدث الى الجهة المقابلة مستعيدا جديته سريعا قائلا بجمود
شاهى ابعتيلى رئيس قسم الارشيف وشئون العاملين حالا
فور نطقه لكلماته تلك شعرت بعالمها ينهار من تحت قدميها فمن المؤكد يريدهم الان حتى ينهى عملها هنا فما حاجته لجالبة للمشاكل مثلها داخل شركته
شعرت بدموعها تتكاثر بداخل عينيها فلم تستطيع هذه المرة مقاومتها لتتركها تتساقط باستسلام على وجنتيها سريعا فهمست بتلعثم وصوت متحشرج تتجه ناحية الباب تبغى الخروج فورا
عن اذن ...حضرتك...ان...انا...
اوقفها صوته هاتفا فيها بقوة
استنى عندك من اذنلك بالخروج تعالى هنا حالا
تسمرت زينة مكانها پخوف تلتفت اليه ببطء تراه جالسا براحة فوق مقعده يشير اليها بالتقدم اليه فتقدمت منه ببطء كما لو كانت مغيبة تقف امام مكتبه لعدة لحظات صامتة قبل ان يتحدث هو بصوت عملى قوى شديد الجدية
تانى مرة متتحركيش من مكانك الا بأذنى فاااهمة
نطق كلمته الاخير بحدة وصوت عالى الى حد ما للتهب فزعا واسرعت تهز رأسها بالموافقة ليكمل هو بجدية وهدوء نسبى
من بكرة تيجى هنا تستلمى شغلك مع شاهى هتكونى مساعدة ليها واظن بكده مبقاش فيه مشكلة ويااريت مسمعش عن اى مشاكل تانية والا زينة ساعتها انا هضطر ....
ترك باقى حملته معلقة تاركا لها هى اكمالها لكنها ظلت واقفة امامه تتسع عينيها بذهول وصدمة فاغرة لفمها بقوة ليهتف بها
زينة سمعتى كلامى ولا .....
افاقت من ذهولها هامسة
تقصد انى هشتغل هنا فى مكتبك حضرتك
رائف بهدوء وقد ادرك ما تمر به
ايوه يا زينة من بكرة هتستلمى شغلك هنا واظن كده ابقى اديتك اكتر من فرصة ودى اول مرة اعملها مع اى حد ويااريت متخلنيش اندم على ده
زينة بسعادة جعلت دموعها تتساقط مرة اخرى ولكن هذة المرة من سعادتها
لااا اوعد حضرتك انى هكون عند حسن ظنك وبجد انا مش عارفة اشكرك ازااى
ابتسم رائف ببطء قائلا
تشكرينى بانى مندمش على قرارى ده ويلا امسحى دموعك دى وتقدرى تروحى النهاردة بدرى
اتبع حديثه بمد يده لها بمنديل ورقى فاسرعت باخذه تمسح به وجهها هامسة بشكر له ما ان انتهت حتى استئذنت منه للخروج فاذن لهاباشارة من يده كموافقة فتحركت بأتجاه الباب لكنها
توقفت مكانها مرة اخرى تلتفت اليه تهمس بتردد
رائف بيه بخصوص زمايلى فى المكتب واللى حصل ممكن حضرتك
يعنى متعملش...
قاطع رائف حديثها بحزم قائلا
اتفضلى يا زينة وملكيش دخل بالموضوع ده
ابتلعت زينة لعابها بصعوبة تهز راسها بالموافقة تغادر مسرعة تغلق الباب خلفها تاركة رائف ينظر امامه بشرود
10  11 

انت في الصفحة 10 من 59 صفحات